قرر مجموعة من العلماء والباحثين من جامعة نوتنجهام البريطانية وشركة Scancell البريطانية، تطوير لقاحًا جديدًا لمواجهة السلالات والطفرات الجديدة لفيروس كورونا المستجد، والتي أخذت في الانتشار عالميًا بشكل واسع خلال الفترات الأخيرة، ولعل أكثرها خطورة وشراسة حتى الآن، هو متحور “دلتا” الشهير الذي تسبب في العديد من الخسائر المادية والبشرية في عدد من دول العالم المختلفة.
لقاح واحد لمواجهة متحورات كورونا
وفقًا لصحيفة “Daily Mail” البريطانية، يحاول العلماء والباحثون القائمون على هذه التجربة، دراسة الخصائص الأساسية لفيروس كورونا المستجد بشكل عام، ثم استهداف نوع من أنواع البروتينات غير القابلة للتحور والموجودة داخل تركيبة الفيروس.
وعن موعد تجربة اللقاح على البشر، فمن المتوقع أن تبدأ التجارب السنة المقبلة وذلك بعد أن انتهى العلماء من تجاربهم على الفئران والتي أظهرت نتائج واعدة فيما يتعلق بتحفيز الاستجابة المناعية، كما تعمل شركات التكنولوجيا الحيوية في فرنسا وبلجيكا على طرق مماثلة.
هذا وقد أطلق التحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة (CEPI)، وهو شراكة عالمية لتطوير لقاحات ضد الأمراض المعدية، خطة خمسية بقيمة 2.5 مليار جنيه إسترليني، في وقت سابق من هذا العام، بهدف مواجهة الأوبئة المستقبلية.
وتتضمن هذا الحملة الجديدة شراكة بقيمة 24 مليون جنيه إسترليني مع شركةVBI Vaccines ، بهدف تطوير لقاح قادر على مواجهة سلالات كورونا الجديدة، بما في ذلك سلالات جنوب إفريقيا والبرازيل التي يعتقد العلماء أنها من أكثر السلالات انتشارًا على مستوى العالم.
تلقى التحالف 276 مليون جنيه إسترليني كتمويل من حكومة المملكة المتحدة البريطانية، والتي تسعى للحصول على مقترحات من الباحثين الذين يعملون على هذه النوعية من اللقاحات المتوقع مواجهتها لسلالات كورونا المختلفة.
ومن حانبه، قال الدكتور ريتشارد هاتشيت، الرئيس التنفيذي للتحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة” CEPI”، إنه من غير المرجح أن يكون فيروس كورونا هو آخر الفيروسات التاجية “.
عملية التطوير ليست سهلة
وفي سياق متصل، قال تيد شينكيلبيرج، الذي لديه خلفية في الأمراض المعدية وعمل في برامج لقاح فيروس نقص المناعة البشرية، أن استخدام تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي والنمذجة الحاسوبية قد تسهم في التسريع من اكتشاف الأخطاء ونقاط الضعف المهمة، ومن ثم معالجتها.
وأوضح “شينكيليبرج”، أن العالم بحاجة إلى إدارة أفضل للبيئة ومراقبة الفيروسات في الحيوانات بهدف التقليل من فرص حدوث وباء جديد وتتكرر بذلك أزمة عام 2020 مجددًا.
ومن ناحية أخرى، قال الدكتور كريس سميث، استشاري الفيروسات والمحاضر في جامعة كامبريدج البريطانية، إن عملية تطوير لقاح شامل لمواجهة متحورات كورونا، هي مهمة ليست باليسيرة، مشيرًا إلى أن الفيروسات عادة ما تخفي الأجزاء الخاصة بها التي لا تتغير كثيرًا بين السلالات المختلفة لحماية أنفسهم مما يزيد من صعوبة اكتشاف نقاط الضعف بتركيبة الفيروس.
وأضاف “سميث”، أن الحل الأكثر أمانًا والأقل تكلفة هو تحديث اللقاحات بشكل مستمر كما هو الحال في الإنفلونزا.