شهدت العديد من دول العالم، في الفترة الماضية، ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، وهو الأمر الذي تم ربطه بانتشار متحور دلتا في كل أرجاء العالم بشكل سريع مقارنةً بغيره من المتحورات الأخرى، وهو ما استدعى الاستمرار في عمليات البحث والاختبارات للإلمام بجميع المعطيات المتاحة عن المتحور الجديد للوقوف على أسباب تفشيه بهذا الشكل السريع.
سرعة فائقة في صناعة نسخ جديدة من الفيروس
وفقًا لموقع “CNN”، أرجعت إحدى الدراسات سبب انتشار متحور دلتا إلى أنه قادر على صناعة نسخ أكثر من نفسه داخل أجسامنا بمعدل أسرع عن المتحورات الأخرى، وقد قارن مجموعة من العلماء الصينين العشرات من حالات الإصابة بمتحور دلتا مع السلالات التي حدثت في وقت مبكر من بداية الجائحة، وتبين أن المرضى المصابين بمتحور دلتا لديهم حمولة فيروسية أعلى بمقدار 1260 مرة عن غيرهم من المصابين بمتحورات أخرى.
وقال دكتور أشيش جها، عميد كلية الصحة العامة بجامعة براون الأمريكية، إنه هناك الكثير من الفيروسات المنتشرة حولنا في كل مكان، كما أن الأشخاص المصابين بكورونا يحملون كمية عالية من الفيروس وتنتقل العدوى في فترات زمنية قصيرة أي في حوالي 5 أو 7 دقائق وليس عليك أن تكون على بعد 6 أقدام.
وأضاف جها، قائلًا: “أما بالنسبة للأشخاص غير الحاصلين على اللقاحات المضادة لكورونا، فإنهم يُصابون بالتعرض لفترة أقصر بكثير”.
واختتم جها حديثه، بأن هذه السلالة هي الأكثر عدوى من الفيروس منذ بداية جائحة كورونا.
وفيما بتعلق بأهمية الحصول على اللقاحات، قال الدكتور فيفيك مورثي، الجراح العام الأمريكي إنه في حالة عدم الحصول على التطعيم، فسيتعرض الشخص لخطر الإصابة بشكل كبير، مشيرًا إلى أهمية الاستمرار في تطبيق الإجراءات الاحترازية من ارتداء الكمامات وتجنب التجمعات والحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي.
بداية ظهور متحور دلتا
جدير بالذكر، أن متحور دلتا ظهر لأول مرة في الهند في ديسمبر عام 2020، لينتشر بعد ذلك في كافة أنحاء العالم ويصبح السلالة المهيمنة من الفيروس عالميًا.
وفي سياق متصل، وصفت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض، متغير دلتا للفيروس التاجي الجديد ، المعروف أيضًا باسم B.1.617.2، بأنه متغير مثير للقلق، ويعتقد العلماء أن اللقاحات والعلاجات والاختبارات التي تكتشف الفيروس أقل فاعلية ضد متغير دلتا الجديد.
ووفقًا لمجلة “THE LANCET“، يُعتقد أن المتغير مسؤول عن ارتفاع معدلات الإصابة بكورونا في المملكة المتحدة البريطانية ، ووجدت دراسة للحالات في اسكتلندا، أن المتغير كان مرتبطًا بحوالي ضعف خطر الدخول للمستشفي مقارنةً بمتغير ألفا، B.1.1.7 ، الذي تم تحديده لأول مرة في المملكة المتحدة البريطانية.