نقطة مضيئة كانت حاضرة بجناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، فبعد ما شهدته الساحة الثقافية من شد وجذب حول التراث والحداثة، وفي ظل محاولات البعض تشويه صورة التراث؛ كان لرواد معرض الكتاب رأي أخر تجاه هذه الحملات الممنهجة.
حيث حرص زوار جناح الأزهر طوال فترة المعرض وحتى يومه الأخير على اقتناء العديد من إصدارات هيئة كبار العلماء بالأزهر، والتي تتميز بتنوع محتواها وثراء مضمونها وأسعارها المناسبة لمختلف الفئات.
وفي مقدمة المؤلفات التي حظيت بإقبال الزوار على ركن الهيئة -وكانت الأعلى مبيعا- كتاب “تيسير معاني القرآن في أجزائه الثلاثين” للدكتور محمد المختار المهدي، عضو هيئة كبار العلماء المتوفى عام 2016م، و يتناول فيه الكاتب تبسيطًا وتوضيحًا لمعاني آيات القرآن الكريم بشكل مبسط ومناسب للغة العصر مع الاحتفاظ برونق الكتب التراثية.
ويأتي في المرتبة الثانية كتاب “من القصص الإسلامي” بقلم الكاتب الكبير محمد رجب البيومي المتوفى عام 2011م والذي طاف فيه الكاتب بأسلوب قصصي أدبي سلس وراق يشوق القارئ ويجذبه إلى متابعة الأحداث بين عدد من القصص الإسلامي مع بيان الجانب التربوي في الاستفادة من هذه القصص، فالتاريخ يقدم القدوة ويعطي التجربة والقدوة مثال يحتذى والتجربة وقاية من الخطأ.
و في المرتبة الثالثة جاء كتاب “القدس بين الحق الإسلامي والمزاعم الصهيونية” بقلم لفيف من علماء الأزهر الشريف من أبرزهم الدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف الأسبق، عضو هيئة كبار العلماء الراحل، والذي كتب تحت عنوان “زيارة القدس وتطورات القضية، والدكتور يحيى وزيري مدير عام المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة سابقًا، والذي كتب تحت عنوان “المسجد الأقصى أم الهيكل المزعوم”.
كما شهدت الإصدارات الحديثة قبولا ملحوظا من رواد الجناح، حيث أتى على رأس القائمة كتاب: “ملامح من تاريخ القدس عبر العصور” إعداد لجنة الباحثين المعاونين بهيئة كبار العلماء، والذي يتناول تاريخ القدس بشكل مفصل وصراع الإمبراطوريات القديمة حول القدس وأسماء القدس ومعانيها، والشواهد الأثرية التي تؤكد عروبة القدس ومظاهر التسامح الإسلامي فيه والقدس في التاريخ المعاصر.
وجاء في المرتبة الثانية كتاب “رؤية إسلامية في قضايا العصر”، بقلم الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي، وزير الأوقاف الأسبق، عضو هيئة كبار العلماء، والمفكر الإسلامي الكبير، والذي رحل عن عالمنا قبل أشهر قليلة من انطلاق فعاليات معرض الكتاب، والكتاب يتناول رؤيتة حول أبرز القضايا التي تشغل الرأي العام، فيتكلم عن الأزهر العنوان والكيان، وعن التعليم الديني في الميزان..تعقيب وتصويب، وعن الاجتهاد بين الحقيقة والادعاء، وعن السلفية .. الحقيقة والواقع، وعن الإسلام ومسيرة الحياة.
وفي المرتبة الثالثة جاء كتاب: “هيئة كبار العلماء في سير أعلامها القدامى”، والذي يتناول سيرة ومسيرة أعضاء هيئة كبار العلماء القدامى قبل عام 1961م، وما قدموه للعالم الإسلامي من نتاج فكري أسهم في تجديد الفكر وإنارة الوعي المجتمعي في هذا الوقت.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام الخامس على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ ٥٢ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم “4”، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان منها: قاعة افتراضية للندوات، وركن للفتوى، وركن للخط العربي، فضلًا عن ركني الأطفال والمخطوطات.