بدأت العديد من دول العالم في وضع خطة محكمة لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، خاصةً في ظل تحور الفيروس المستمر إلى سلالات أخرى جديد أشد شراسة عن ذي قبل، حيث كان آخرها، سلالة دلتا الشهيرة، والتي أخذت في الانتشار عالميًا لتصبح السلالة المسيطرة حاليًا من كورونا.
وفي سياق متصل، جاءت فرنسا في طليعة الدول التي سارعت في وضع سياسات وإجراءات مشددة لمكافحة انتشار كورونا بين مواطنيها، وكذا منع دخول السلالات المتحورة إلى البلاد، وذلك من خلال إعلان حالة الطوارئ الصحية في البلاد وحظر التجول فضلًا عن التطعيم الإجباري لبعض الفئات في فرنسا، وهو الأمر الذي أثار موجة كبيرة من الجدل بين المواطنين الفرنسيين.
ويرصد لكم “صدى البلد جامعات” الوضع الوبائي لكورونا في فرنسا وأهم الإجراءات المتخذة لوضع حد للتفشي السريع للفيروس..
إجراءات مشددة في فرنسا لمكافحة انتشار كورونا
أعلن إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، مجموعة من الإجراءات الجديدة في البلاد لمكافحة انتشار فيروس كورونا في البلاد، وإعلان حالة الطوارئ الصحية وحظر التجول في إقليمي ريونيون ومارتينيك.
كما بدأ ماكرون، في فرض سياسة التطعيم الإجباري باللقاحات المضادة للفيروس لكل العاملين في القطاع الصحي و دور رعاية المسنين و المتصلين بالفئات الأكثر عرضه للإصابة، ليتم تطبيق هذه الخطة اعتبارًا من سبتمبر المقبل، بالإضافة إلى إطلاق حملات تطعيم محددة في المدارس بداية من العام الدراسي المقبل.
هذا ومن المتوقع أن يشمل قرار التطعيم الإجباري في المراحل القادمة كافة المواطنين الفرنسيين، وذلك في حالة إذا لم يرتفع أعداد الأشخاص الحاصلين على اللقاحات المضادة لكورونا.
واستكمالًا لخطة فرنسا الشاملة لمواجهة الفيروس، أعلن ماكرون، أن الإدلاء بالجواز الصحي أصبح أمرًا ضروريًا لارتياد الأماكن العامة، ليتم تطبيقها على جميع الأطفال و البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 12 عامًا، وذلك في الأماكن التي يزيد عدد الناس فيها عن 50 شخصًا ، مثل: المتنزهات الترفيهية و المطاعم و صالات الرياضة و المسارح و غيرها.
احتجاجات بسبب التطعيم الإجباري
وأثار قرار التطعيم الإجباري موجة عارمة من الغضب في كافة أرجاء فرنسا، حيث شهدت عدد من المدن الفرنسية، احتجاجات واسعة واحتكاكات متفرقة بين المواطنين والشرطة الفرنسية، ضد التطعيم الإجباري والشهادة الصحية التي فرضها على بعض القطاعات.
ويرى المحتجين على سياسة ماكرون الجديدة فيما يتعلق بجائحة كورونا، أن هذه القرارات تعتبر تقييدًا صريحًا لحريات المواطنين غير الراغبين في الحصول على اللقاحات، فيما رآي أخرون أن فكرة إلزام مراكز التسوق والمقاهي والمطاعم والحانات بفحص تصاريح المرور الصحية هي دعوة لممارسة التمييز بين المواطنين.
ويقول ماكرون إن اللقاح هو أفضل سبيل لإعادة فرنسا إلى مسار الحياة الطبيعية، مضيفا أنه يحث أكبر عدد ممكن من الناس على التطعيم.
جدير بالذكر، أنه يوجد 9 ملايين جرعة لقاح متاحة في فرنسا، كما سيتم توفير 30 مليون جرعة لقاح بحلول شهر سبتمبر المقبل مع إقامة 1500 مركز لقاح في عموم فرنسا.