انتشرت بعض الأقاويل، خلال الشهور القليلة الماضية، حول تأثيرات جانبية غير مألوفة للقاحات المضادة لفيروس كورونا، والتي جاء على رأسها التهاب القلب، وهو الأمر الذي أثار موجة كبيرة من الجدل في الأوساط العلمية، فانقسم فريق العلماء والباحثين ما بين مؤيد ومعارض، ولكن كانت الكفة الأرجح من نصيب الفريق المؤيد لهذه الفرضية الجديدة.
وفي سياق متصل، بدأت منظمة الصحة العالمية عملية البحث والتقصي عن حقيقة العلاقة الارتباطية بين التهاب عضلة القلب وبعض اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد، لتسفر هذه النتائج عن مفاجأة جديدة للعالم..
الصحة العالمية توضح طبيعة العلاقة بين اللقاحات والتهاب القلب
وفقًا لروسيا اليوم، قالت منظمة الصحة العالمية، إن هناك صلة محتملة بين حالات الالتهاب في القلب و اللقاحات التي تعتمد نفس تقنية “RNA”(الحمض النووي الريبوزي المرسال) مثل: لقاح موديرنا وفايزر الشهيرين.
وأوضح خبراء من اللجنة الاستشارية لسلامة اللقاحات التابعة لمنظمة الصحة العالمية، أنه تم الإبلاغ عن حالات لالتهاب عضلة القلب والتهاب غشاء القلب في العديد من دول العالم، وخاصةً الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار خبراء الصحة العالمية، إلى أن حالات الإصابة بالتهاب القلب التي تم رصدها، حدثت بشكل عام في الأيام التي أعقبت التطعيم، وبشكل أكثر عند الشباب، وفي كثير من الأحيان بعد حصولهم على الجرعة الثانية.
وأضاف خبراء الصحة العالمية، أن المعطيات الحالية تشير إلى وجود علاقة ارتباطية محتملة بين بعض اللقاحات المضادة لكورونا والتهاب عضلة القلب، موضحين أنه على الرغم من ذلك، فإن فوائد لقاحات تفوق المخاطر الناجمة عنها.
وعن إمكانية العلاج، قال العلماء، إن البيانات المتاحة تشير إلى أن الاصابة بالتهاب عضلة القلب والتهاب غشاء القلب بعد التطعيم خفيفة بشكل عام وتستجيب للعلاج، مشيرين إلى أن المتابعة جارية لتحديد التأثيرات على المدى الطويل كما ستواصل المنظمة تقييم الوضع بشكل مستمر لتحديث توصياتها.
شركات اللقاحات تنفي الأمر
قالت وزارة الصحة الإسرائيلية، إن تم رصد عدد قليل من حالات التهاب عضلة القلب المسجلة في معظمها بين الشبان الذين تلقوا لقاح شركة فايزر المضاد لفيروس كورونا في إسرائيل.
وأجرت الوزارة، دراسة للتدقيق والتحري في الأمر، حيث أسفرت عن وجود 275 حالة إصابة بالتهاب عضلة القلب في إسرائيل بين ديسمبر 2020 ومايو 2021 ضمن أكثر من 5 ملايين تلقوا اللقاح.
ووفقًا للدراسة، التي عكف على إجرائها 3 فرق من الخبراء، فأن معظم المرضى الذين عانوا من التهاب عضلة القلب قضوا 4 أيام على الأكثر في المستشفى، وتم تصنيف 95% من الحالات على أنها خفيفة، وذلك وفقًا لما أعلنته “رويترز”.
وتابعت الوزارة في بيان، أن الدراسة كشفت عن وجود صلة محتملة بين تلقي الجرعة الثانية من لقاح فايزر وظهور التهاب عضلة القلب بين الرجال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 و30 عامًا.
وأشار تقرير صادر عن اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين التابعة لمراكز السيطرة على الأمراض، إلى أنه في غضون 30 يومًا من تلقي الجرعة الثانية من لقاحي “فايزر” و”مودرنا”، كان هناك عدد أكبر من حالات التهاب عضلة القلب التي تمت ملاحظتها لدى الأشخاص الذين تترواح أعمارهم بين 16 و24 عامًا.
ومن جانبها، قالت شركة فايزر، في بيان، إنها على علم بالملاحظات الإسرائيلية إزاء حالات التهاب عضلة القلب، موضحةً أنه لا يوجد علاقة سببية بين هذه الحالة المرضية ولقاحها.
وعلى نفس النهج، نفت شركة مودرنا الأمريكية، العلاقة بين لقاحها المضاد لكورونا وبين التهاب عضلة القلب، مؤكدةً أنه تم مراجعة كافة الأدلة العلمية والمعطيات المطروحة ولم يتم رصد هذه العلاقة من قريب أو من بعيد، كما أضافت الشركة أنها ستواصل مراقبة هذه التقارير عن كثب، وستعمل بنشاط مع الصحة العامة والسلطات التنظيمية لمواصلة تقييم هذه المسألة.