يعتقد الآباء أن توفير بيئة نظيفة خالية من الأتربة والميكروبات، هو الحل الأمثل لتعزيز مناعة الأطفال، وكذا وقايتهم من الأمراض والفيروسات، بل وأخذ هذا الاعتقاد في الانتشار بشكل كبير في الفترة الراهنة، خاصةً في ظل معاناة العالم بأكمله من تبعات فيروس كورونا المستجد.
وفي هذا السياق، ظهرت دراسة علمية حديثة، لتضرب في هذه الاعتقادات السائدة عرض الحائط، لتسلط الضوء على زاوية جديدة من المشهد، وهي كيف تؤثر البيئة النظيفة سلبا في صحة الأطفال ومناعتهم؟.
المبالغة في التنظيف وضعف مناعة الأطفال
ووفقًا لموقع “Times Now News”، تتقدم العلوم وأساليب الرعاية الصحية بشكل مستمر بفضل قدرات التفكير التحليلي والمنطقي التي يتمتع بها الإنسان، وذلك بناءً على العديد من الحقائق والأرقام عن طبيعة البشر والحياة بشكل عام، لذا قرر مجموعة من الباحثين، تسليط الضوء على العلاقة بين المبالغة في التنظيف والتعقيم وضعف المناعة لدى الأطفال.
ووفقًا للدراسة التي نُشرت نتائجها في مجلة الحساسية وعلم المناعة السريرية، ركز الباحثون في دراستهم على رصد طريقة عمل الجهاز المناعي لدى الأطفال في ظل مراعاتهم لتطبيقهم لإجراءت النظافة الشخصية والتعقيم.
رأى الباحثون، أن الأطفال الذين يعيشون في بيئات صحية و نظيفة للغاية، قد يعانون ضعف المناعة، ويرجع ذلك إلى أن جهاز المناعة لا يحصل على فرصة لتطوير مقاومته ضد العديد من الأمراض التي تسبب الجراثيم والفيروسات والبكتيريا الموجودة في البيئة، لكن هذا الأمر لا يعني أن تمتنع عن التنظيف اليوم أو الاستعانة بالكيانات المتخصصة في النظافة والتعقيم مثل شركة تنظيف منازل بالرياض، لكنه مرتبط بالتنبيه على عدم المبالغة.
وأفادت نتائج الدراسة، بأن الميكروبات الموجودة في المنازل لا تسهم إسهامًا كبيرًا في تقوية مناعة الأطفال، مشيرةً إلى أنه قد ظهرت عدة لقاحات في الوقت الراهن لا تحمينا من الإصابة بالفيروسات والأمراض فحسب، بل تسهم أيضا في تحفيز المناعة، وإن المخاطرة بالموت عن طريق تعريض النفس لمسببات الأمراض ليست أذكى طريقة لتعزيز مناعة الأطفال.
وأكد الباحثون، إن بعض الميكروبات الموجودة في الطبيعة تسهم في عملية تعزيز المناعة، موضحةً أن بعض منتجات التنظيف التي يتم استخدامها في المنازل هي التي تسبب ردة فعل حساسية وليس إزالة الميكروبات في المنزل.
نظرية علمية قديمة تؤكد الأمر
هذا وتذهب هذه الفرضية إلى الثمانينات، وتم تقديم هذه النظرية لأول مرة من قبل ديفيد ستراشان، أستاذ علم الأوبئة ، في الثمانينات، في ورقته البحثية التي حملت عنوان “حمى القش، والنظافة الصحية، وحجم الأسرة” والتي نشرت في المجلة الطبية البريطانية، ووفقا للنتائج التي توصل إليها، فإن الأطفال في الأسر الأكبر الذين تعرضوا لجراثيم حمى القش من قبل الأشقاء الأكبر سنًا كانوا أقل عرضة للإصابة بالمرض من أولئك الذين لم يتعرضوا لهذه الجراثيم.