أثار خبر وفاة الأسد “سكارفيس”، أشهر الأسود في العالم، موجة من الحزن لدى العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات القليلة الماضية، حيث تفاعل مع قصته الملايين حول العالم، لما تحمله من معلومات وحقائق تؤكد تفرد الأسد “سكارفيس” بشيم الأبطال وأصحاب القصص الأسطورية الملهمة، بدايةً من القوة والشجاعة وصولًا إلى النبل والوفاء، ليقدم بذلك نموذجًا ليس بالمألوف عن سلوكيات الحيوانات بشكل عام.
ويرصد لكم “صدى البلد جامعات” قصة الأسد المحارب “سكارفيس” وأسباب اكتسابه لهذه الشهرة الكبيرة..
“سكارفيس”.. من أين جاءت التسمية؟
يعد “سكارفيس” أحد أشهر أسود محمية ماساي مارا الطبيعية في أفريقيا، استطاع أن يجمع ما بين العديد من الصفات النادرة التي تفرد بها عن أي من بني جنسه، وهو الأمر الذي جعله يتولى مقاليد الحكم في محمية ماساي، فكان يهابه الجميع ويحتمون به من الأعداء، فكان بمثابة البطل الأسطوري القادر على إخراجهم من الأزمات والمعارك، ولذلك كان الجميع يكن له الاحترام والتقدير.
اكتسب الأسد المحارب، لقب “سكارفيس”، بسبب تعرضه لإصابة بالغة في العين، فقد على إثرها الرؤية في عينه اليمنى، عام 2012، وذلك خلال معركته هو واثنين من إخوته مع أحد الأسود الذين حاولوا الاستيلاء على أجزاء من أراضي المحمية، ولكن تحقق النصر للأسد “سكارفيس” ثم بنى عرينه برفقة إخوته وازدادت ثقة الجميع في قدرته على تولي زمام الأمور.
ومن هنا، بدأت عمليات التوثيق والتسجيل المستمرة لقصة حياة هذا الأسد، الذي ظل يدافع عن الأراضي التي يحكمها لأكثر من 8 سنوات، بكل ما أوتي من قوة، حيث خاض العديد من المعارك والحروب التي يصعب على البشر تخيلها حتى الآن، فوصفه مصورو الحياة البرية بـ “ملك مارا المتوج”.
وعلى عكس ما نعرفه عن سلوكيات الحيوانات، أظهرت قصة الأسد المحارب، أبعادًا جديدة واستثنائية، فأظهرت حكمة وشجاعة تجلت في قدرة هذا الأسد على حكم محمية طبيعية بهذا الحجم، تضم ما يقرب من 900 أسد، بمساحة تتخطى حاجز الـ400 كيلو متر مربع، على مدار السنوات الماضية.
وأفادت الروايات المطروحة حتى الآن، أن الأسد لفظ أنفاسه الأخيرة، عن عمر يناهز 14 عامًا، نظرًا لأسباب طبيعية، حيث أفادت التقارير الإخبارية المتداولة بأن الأسد كان يعاني من المرض وفقدان الوزن في الفترة التي سبقت وفاته، ولكنه على الرغم من ذلك كان يحظى بنفس المكانة المرموقة بين أبناء جنسه حتى فارق الحياة.
هذا وانصرفت أنظار الجميع حول العالم، إلى الولاء والانتماء الذي كان يكنه الأسود للأسد الأسطوري الراحل، فظهرت العديد من المشاعر الإنسانية لدى الأسود بعد وفاة زعيمهم، حيث انبعثت أصوات زئير الأسود في محمية ماساي حزنًا على وفاة الملك الأسد.
العالم ينعي الملك الأسد
ومن جانبه، قال أنتوني تيرا، مصور الحياة البرية الشهير، إن «سكارفيس» كان يشكل جزءًا من تحالف القوة الذي جمعه مع إخوته الثلاثة «موراني» و«سيكيو» و«هنتر» داخل المحمية، حيث اشتهروا ببراعتهم وقوتهم في القتال جنبًا إلى جنب، قبل أن يتوفى «هانتر» في آخر 3 سنوات.
نشر برنامج Mara Predator Conservation، بيان، أعلن فيه وفاة الأسد سكارفيس في كينيا، والذي يعكس شخصية سكار في فيلم سيمبا الشهير، وجاء في البيان المنشور على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي: “ننعي بحزن اليوم وفاة سكارفيس الأسد الأسطوري لأسباب طبيعية في منزله الحبيب مارا ماشي في كينيا”
وقال برنامج مارا بريداتور للمحافظة على البيئة: “كنا السيارة الوحيدة في الموقع وبقينا جانبه، على أمل أن نوفر له أي نوع من الراحة قبل وفاته بلحظات”.