تداول بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، خلال الأيام الماضية، بعض المعلومات التي تفيد بتورط اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد في مسألة ظهور بعض السلالات المتحورة من الفيروس، فرأى البعض وجود علاقة ارتباطية بين الحصول على التطعيمات وتحور الفيروس إلى سلالات جديدة أخرى.
عالم فرنسي شهير يشكك في فاعلية اللقاحات
وجاءت هذه الأقاويل، بعد إعلان العالم الفرنسي لوك مونتانييه، الحائز على جائزة نوبل، بأن كورونا لا يموت بمجرد حصول الشخص على اللقاح، وإنما يأخذ الفيروس مسارًا آخر وهو التحور إلى سلالات جديدة.
وتابع مونتانييه، قائلًا: “يمكن للجميع ملاحظة الأمر في كل دول العالم التي حصلت على التطعيم، فما إن يرتفع معدل التطعيم حتى يرتفع معه معدل الوفيات”.
وقُوبلت هذه التصريحات بالرفض التام من جانب جمهور الخبراء والعلماء حول العالم، والذين يعتقدون أن نتائج الدراسات والأبحاث الخاصة بالفيروسات أثبتت عكس كل ما يتردد الآن.
آراء معارضة
ووفقًأ لموقع “Healthline”، وصف بيتر ستويلوف ، وهو أستاذ مشارك في الكيمياء الحيوية، يقود جهود البحث في طبيعة السلالات المتحورة من الفيروس في ولاية فرجينيا الغربية ، حجة “مونتانييه” بغير المنطقية.
وأوضح “ستويلوف”، أن الحقيقة التي يستند إليها “مونتاتييه” في حجته هي أن الطفرات يمكن أن تغير المحددات الأنتيجينية التي اكتسبها جهاز المناعة من جراء التطعيم ، مما يعطي الفرصة لخلق سلالات جديدة متحورة من كورونا، وهو الأمر الذي يؤكد “ستويلوف” على نفيه.
وأكد “ستويلوف” أن السلالات المتحورة لكورونا أخذت في الظهور قبل بداية عمليات التطعيم باللقاحات، وبالتالي تحور الفيروس عملية تحدث بشكل عشوائي دون ضوابط محددة وآلية منظمة، مشيرًا إلى دور وأهمية اللقاحات الذي ظهر جليًا في انخفاض أعداد الإصابات بالفيروس.
وأضاف “ستويلوف”، أنه إذا كانت اللقاحات تخلق سلالات خطيرة جديدة ، فكنا سنرى هذا الأمر بشكل متناسب بين السكان الذين تم تطعيمهم أكثر من تلك التي تظهر في أجزاء غير متطورة من العالم، كما سيكون هناك تنوع أكبر بين أنواع الفيروسات في البلدان التي ترتفع فيها معدلات التطعيم ، وزيادة انتشار الأمراض والوفيات بين الأشخاص الذين يتم تطعيمهم.
وشدد “ستويلوف”، على انخفاض أعداد الحالات والوفيات في الأماكن التي ترتفع فيها معدلات التطعيم، كما تشهد هذه الأماكن أيضًا وجود سلالات قليلة من الفيروس تتراوح ما بين سلالة إلى 3 سلالات.
واختتم “ستويلوف”، حديثه، قائلًا: “على الرغم من أننا نميل إلى إعطاء قدر كبير من المصداقية للحائزين على جائزة نوبل، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة عدم درايتهم بكل ما يتحدثون عنه”، مشيرًا إلى أن العالم كاري موليس، الفائز بجائزة نوبل، أنكر سابقًا تسبب فيروس نقص المناعة البشرية في مرض الإيدز، وهو الأمر الذي جعل رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي يتبع نصيحته وينكر وجود المرض والحصول على العلاجات الخاصة به، وأسفرت هذه الخطوة عن موت مئات الآلاف من الأرواح.
آلية تحور فيروس كورونا
ومن ناحية أخرى، وأوضح كارتيك شاندران، أستاذ في قسم علم الأحياء المجهرية وعلم المناعة، أن الفيروس يتحور دائمًا، نظرًا لأنه “مهمل” في نسخ المعلومات الجينية الخاصة به ويخطئ في كل مرة يقوم فيها بنسخة.
وأكد “شاندران”، أن هذه الأخطاء العشوائية هي الطفرات، ويترتب على ذلك أنه كلما زاد عدد النسخ التي يحدثها الفيروس ، زاد عدد الطفرات التي يكتسبها، لافتًا إلى أن أن معظم هذه الطفرات إما لا تفعل شيئًا أو قد تضر بالفيروس.
وشدد “شاندارن”، على أن العديد من اللقاحات فعالة في تكوين استجابة مناعية بحيث يمكنها أن تسحق معظم السلالات الجديدة المتحورة، مضيفًا أنه بحصول الأشخاص على التطعيمات، ستنخفض معدلات الإصابة وانتشار فيروس كورونا.