تعددت السيناريوهات المحتملة لانتشار فيروس كورونا المستجد، منذا بداية الجائحة، والتي انتشرت في الصين ومنها إلى العالم بأسره، فوُضعت الخفافيش في أقفاص الاتهام، ومن بعدها طالت الاتهامات الصين نفسها، لاعتقاد بعض العلماء أن تفشي الفيروس يرجع إلى تسربه من أحد المختبرات بمدينة ووهان الصينية.
وطيلة الأشهر الماضية، أكدت منظمة الصحة العالمية، عدم صحة الأقاويل المتداولة فيما يتعلق بتسرب الفيروس من أحد المختبرات الصينية، وذلك بعد إرسال المنظمة لبعثة من العلماء والخبراء إلى مدينة ووهان الصينية للبحث والتقصي في أسباب تفشي الفيروس عالميًا.
وبعد أن خيم الهدوء على المشهد العالمي، وذهبت فرضية تسرب الفيروس من المختبرات مع الريح، عادت الأزمة تتصدر الموقف من جديد، بالتزامن مع مطالبة الرئيس الأمريكي جو بايدن، هيئات الاستخبارات الأمريكية، بإعداد تقرير حول أصل فيروس كورونا، وسط جدل متزايد حول بداية ظهوره، وما إذا كان الفيروس قد تم تسربه من أحد المعامل في الصين.
ويرصد لكم “صدى البلد جامعات” أسباب تصاعد الأزمة من جديد وما تم التوصل إليه من نتائج حتى الآن..
جو بايدن يعيد البحث في أوراق الماضي
وفقًا لـ “NBC News”، طلب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، التحقيق في أصل كورونا، بسبب رفض الحكومة الصينية المشاركة في تحقيق أجرته منظمة الصحة العالمية حول أصل الفيروس.
هذا ويعود طلب بايدن لأسابيع، بعد أن تلقى معلومات طلبها في مارس، مشيرًا إلى أن قرار الصين بعدم التعاون مع المنظمة الأممية، زاد الاهتمام بأن يكون هناك المزيد من الشفافية بشأن الخطوات التي يتم اتخاذها.
ودعا بايدن، الأجهزة الاستخبارية الأمريكية إلى إعداد تقرير خلال فترة لا تتجاوز الـ 90 يومًا حول منشأ فيروس كورونا.
ومن جانبها، قالت جين ساكي، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، خلال إفادة صحفية: “لقد طالبنا مرارًا وتكرارًا منظمة الصحة العالمية بدعم تقييم يجريه خبراء بشأن أصل الجائحة، ويكون خاليًا من التدخل والتسييس”.
كما أصرت “ساكي”، على أن المسؤولين لن يتسرعوا في الوصول لاستنتاجات قبل عملية دولية فعلية، موضحةً عدم امتلاك بيانات ومعلومات كافية حتى الآن.
الاستخبارات البريطانية ترجح نظرية المختبر
يعتقد عملاء الاستخبارات البريطانية، أنه من الممكن أن يكون الوباء العالمي قد بدأ بتسرب الفيروس من مختبر أبحاث صيني، لذا بدأت الاستخبارات البريطانية التحقيق في الأمر.
وجاءت تحقيقات الاستخبارات البريطانية، وسط تزايد الجدل حول هذه الفرضية، موضحةً أن السبب وراء التركيز على معهد ووهان لعلم الفيروسات يأتي عقب ظهور معلومات جديدة عن ثلاثة باحثين أصيبوا بالمرض في نوفمبر 2019.
وفقًا لصحيفة “Daily Mail” البريطانية، قال البروفيسور البريطاني أنغوس دالغليش، وعالم الفيروسات النرويجي، بيرغر سورنسن، إنهما توصلا إلى دليل على الأصل المُخلق لفيروس كورونا.
وتوصلت هذه الدراسة، إلى أن علماء صينيين طوروا فيروس كورونا المستجد في مختبر بمدينة ووهان، ثم حاولوا بعد ذلك إخفاء آثارهم بطريقة تجعل الجميع يعتقد أن فيروس كورونا نشأ بطريقة طبيعية وليس من صنع بشري.
وقال البروفيسور البريطاني وعالم الفيروسات النرويجي، إنه تم التوصل لهذه النتيجة بعد تحليل التجارب، التي أجراها العلماء في ووهان بين عامي 2002 و 2019.
ووفقا للخبيرين، حاول مختبر ووهان جعل الفيروس الذي يحدث بشكل طبيعي أكثر عدوى بحيث يتكاثر بسرعة في الخلايا البشرية، مرجحين أن العلماء من الصين أخذوا أساس فيروس كورونا من خفافيش الكهوف، وأدخلوا عليه تغييرات أخرى في تركيبته، ليكون أكثر عدوى وشراسة.
ويرجح الخبراء، أنه من بين هذه المكونات الجديدة للفيروس، سلسلة من 4 أحماض أمينية، تسمح للفيروس بالالتحام بإحكام بالخلايا البشرية مثل المغناطيس.
وبحسب عالم الفيروسات النرويجي فإنه من النادر وجود سلسلة في الفيروسات الطبيعية من 3 أحماض فقط، وليس من 4 أحماض مثل تلك التي تم اكتشافها.
جدير بالذكر، أنه أفاد تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية في مارس، أن فيروس كورونا المستجد، انتقل، على الأرجح، من الحيوانات إلى البشر، ووصف نظرية تسربه من المختبر بأنها غير مرجحة للغاية.