تحتفل الدولة المصرية قيادةً وشعبًا، اليوم الأحد 25 إبريل، بذكري تحرير سيناء، هذه البقعة المميزة التي كانت وما زالت مطمعًا للغزاة والمحتلين، فقد شهدت العديد من المعارك والصراعات والتي يتمثل آخرها في الصراع العربي الإسرائيلي والذي خرجت منه مصر منتصرةً بفضل بسالة أبنائها المخلصين، وضرب فيها الجيش المصري مثالًا قويًا للعزيمة والإرادة بدايةً من حرب أكتوبر 1973 وصولًا إلى مفاوضات السلام بين الجانبين وضم سيناء مرة أخرى إلى قلب مصر.
وفي هذا السياق، يرصد لكم “صدى البلد جامعات” أبرز المعلومات حول عيد تحرير سيناء..
القصة وراء عيد تحرير سيناء
بدأت معركة تحرير سيناء من بعد هزيمة 1967، والتي سُميت بالـ “نكسة”، حيث حاول الجيش المصري بكل ما أوتي من قوة، استرداد كرامة الشعب المصري بأكمله، إذ خاضت القوات المسلحة معارك شرسة خلال حرب الاستنزاف، ومن ثم استكمال المعركة خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973.
هذا ومرت 6 سنوات كاملة على الهزيمة قبل أن تندلع حرب أكتوبر المجيدة، في السادس من أكتوبر 1973م وقد انطلقت القوات المصرية معلنةً بدء حرب العبور والتي خاضتها مصر في مواجهة إسرائيل واقتحمت قناة السويس وخط بارليف، والتي كان من أهم نتائجها استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جزء من الأراضي في شبه جزيرة سيناء وعودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975، كما أسفرت حرب التحرير الكبرى عن نتائج مباشرة على الصعيدين العالمي والمحلي من بينها: انقلاب المعايير العسكرية في العالم شرقًا وغربًا.
وبعد مضي 6 سنوات آخريين، بدأت الدولة المصرية طريق العمل السياسى والدبلوماسي بإجراء مفاوضات ومباحثات مع الجانب الإسرائيلي حتى تم توقيع اتفاقية كامب، وتلاها توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979.
وتوصلت اتفاقية السلام مع إسرائيل إلى إنهاء الحرب بين الطرفين وإقامة السلام بينهما وخروج إسرائيل من كل قواتها المسلحة والمدنيين من سيناء، على أن تستأنف مصر ممارسة سيادتها الكاملة على سيناء وقد أدت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل إلى خروج إسرائيلي، وذلك وفق جدول زمنى للخروج المرحلي من سيناء حتى تحقق كاملا يوم 25 إبريل عام 1982.
يوم رفع العلم المصري على أرض سيناء
وفي يوم 25 إبريل 1982، رُفِع العلم المصري، مرة أخرى، على حدود مصر الشرقية على مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء واستكمال الخروج الإسرائيلي من سيناء بعد احتلال دام 15 عامًا وإعلان هذا اليوم عيدًا قوميًا مصريًا في ذكرى تحرير كل شبر من سيناء، ليُعرف باسم عيد تحرير سيناء.
وأثناء الخروج النهائي الإسرائيلي من سيناء كلها في عام 1982، نشب الصراع بين مصر وإسرائيل على طابا وعرضت مصر موقفها بوضوح وهو أنه لا تنازل ولا تفريط عن أرض طابا، واستغرقت المعركة الدبلوماسية لتحرير هذه البقعة الغالية 7 سنوات من الجهد الدبلوماسي المصري المكثف.
وأعلنت إسرائيل موافقتها على قبول التحكيم، وبدأت المباحثات بين الجانبين وانتهت إلى التوصل إلى “مشارطة تحكيم” وقعت فى 11 سبتمبر 1986م ، والتى حددت شروط التحكيم، ومهمة المحكمة فى تحديد مواقع النقاط وعلامات الحدود محل الخلاف، ولكن أعلنت هيئة التحكيم الدولية فى الجلسة التى عقدت فى برلمان جنيف حكمها فى قضية طابا، فقد حكمت بالإجماع أن طابا أرض مصرية، وذلك في 30 سبتمبر 1988.
وفور هذا الإعلان، تبدلت الأحوال والمشاهد، فمن مشهد الحرب ومسارعة الجنود في تقديم كل ما هو نفيس لمواجهة المستعمر، بما في ذلك أرواحهم الطاهرة، إلى مشهد جديد يلقن العالم درسًا قويًا بأن مصر ستظل دائمًا وأبدًا شامخة وصامدة في وجه كل الظروف، وذلك برفع الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك العلم المصري على أرض طابا في 19 مارس 1989، ليجعل عيد تحرير سيناء يومًا فارقًا في التاريخ المصري الحديث.