أعرب مسلمو أمريكا عن سعادتهم الغامرة بقرار إعادة فتح المساجد خلال شهر رمضان 2021، وذلك بالتزامن مع انخفاض أعداد الإصابات في الولايات المتحدة الأمريكية والإقبال الكثيف على حملات التطعيم باللقاحات المضادة لكورونا، ما أدى إلى قيام الحكومة بتخفيف القواعد والإجراءات الاحترازية التي تم فرضها سابقًا، إذ شهدت المساجد فترة طويلة من الإغلاق خلال شهر رمضان الماضي بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد.
هذا وتابع موقع Voice of America، أنه تصل نسبة المسلمين المقيمين على الأراضي الأمريكية إلى 1% تقريبًا من تعداد السكان، إذ تحتاج هذه النسبة إلى ممارسة الطقوس والشعائر الدينية لشهر رمضان المبارك، إذ أثلج قرار إعادة الفتح قلوب المسلمين المشتاقين لاستقبال شهر رمضان بالعبادات والروحانيات المرتبطة بالشهر الكريم.
وبالإضافة إلى إقامة الصلوات، يقوم مركز وورستر الإسلامي في ولاية ماساتشوستس أيضًا بتنظيم برامج تعليمية افتراضية شعبية للشباب حول مواضيع مختلفة، مثل: ما يقوله الإسلام عن الأسرة.
إقبال كثيف على المساجد من جانب الشباب
وشهدت المساجد إقبالًا كثيفًا من جانب الشباب خلال شهر رمضان، إذ قال إمام أحد المساجد، أن الشباب يواظبون بشكل مستمر على أداء الصلوات داخل المساجد خلال الشهر الكريم، ويحاولون التعرف على القيم والمبادئ الإسلامية الصحيحة، فتتنوع الأسئلة ما بين الصلاة والإحسان، موضحًا أنه على الجانب الآخر، هناك حالة من القلق والخوف تسيطر على الفئات الأكبر سنًا بسبب الخوف من تلقى العدوى بفيروس كورونا المستجد، لذلك لا يواظبون على الحضور بشكل كبير.
وعلى الرغم من إعادة فتح المساجد أبوابها للسائلين، إلا أنه هناك العديد من القيود فيما يتعلق بالعزائم الرمضانية، وذلك للحد من انتشار الفيروس، إذ يقول الإمام رفيق المهدي ، المؤسس المشارك لجماعة نوكسفيل الإسلامية ، تينيسي ، ومدير التوعية في الدائرة الإسلامية في أمريكا الشمالية ، وهي منظمة للخدمات الاجتماعية: “أفتقد زمالة دعوة الأصدقاء والأسرة إلى الإفطار، وأفتقد الصداقة الحميمة وسماع ضحكات الأطفال”
هذا وتمكنت المساجد وجماعات الخدمات الإسلامية من الانخراط في أعمال خيرية مع مراعاة التباعد الاجتماعي، بما في ذلك صناديق تعبئة مع المواد الغذائية الأساسية للمحتاجين، كما عادت منظمة الإغاثة الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى حدثها السنوي لتعبئة الأغذية في شهر رمضان هذا العام، في لوس أنجلوس، ودالاس، وسبرينغفيلد، وفرجينيا ، إذ قام المتطوعون بتعبئة صناديق بمواد مثل المعكرونة، والدقيق، والزيت.
ومن جانبها، قالت سوزان أحمد، منسقة البرنامج الإقليمي للإغاثة الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية، إن المتطوعين المتحمسين يشملون أشخاصًا ليسوا مسلمين أيضًا، موضحةً أن الخلفية الإيمانية للمتطوعين لا تشكل أي فارق على الإطلاق، وتم تسليم الصناديق إلى المساجد والكنائس ومزارع الأغذية لتوزيعها.