كتب – ميرنا نشأت
هل سمعت من قبل عن ظاهرة ثقافة العمل السام؟ لقد ظهرت الكثير من المشاكل في الفترات الأخيرة في المجتمع نتيجة الضغوط التي يتعرض لها الفرد في العمل، ولا يحاول أن يفصل بين هذا وبين حياته، مما جعل الخبراء يسمون العمل المؤذي غير المنسق «العمل السام».
أساليب العمل السيئة
لقد استخدم الكثير من أصحاب العمل أساليب سيئة جعلت العمل كمادة سامة للموظفين، ونقلًا عن الـ BBC Mundo استخدمت أساليب مراقبة من خلال برامج جعلت من بيئة العمل بيئة سيئة كبرنامج Teamviewer وبرنامج Hubstaff، خاصة في هذه الفترة حيث تفشي فيروس كورونا المستجد الذي جعل العمل عن بعد، وكان من المفروض أن يقلل من الضغوط التي يقابلها الموظفون عند بعدهم عن مكاتبهم ولكن قد زاد الأمر سوءً، وذلك لإجبار العاملين أن يعملوا طوال الوقت دون ساعات محددة.
ما هي ثقافة العمل السام؟
إن أماكن العمل السامة يمكن أن تأخذ عدة أشكال ولكنها جميعًا تشترك في خيط واحد وهو السلبيات والأذي.
أوضح جين أديتاجين، الأستاذ المشارك في إدارة الموارد البشرية في كلية الأعمال البشرية بجامعة نوتنغهام الإنجليزية بالمملكة المتحدة، الذي درس في بحث علمي الإجهاد ودور الرقابة والصحة العقلية في مكان العمل: «إن ثقافة العمل السامة هي التي يتعرض فيها العمال للمخاطر نفسية واجتماعية، والمخاطر النفسية، كما إنها هي قلة الدعم من المؤسسة وعلاقات شخصية سامة وعبء العمل ونقص الثقة بالنفس وقلة التشجيع من مكان العمل، وتتمثل بعد فيروس كورونا المخاطر الاجتماعية بقلة تعامل الموظفين مع زملائهم وما يمر عليهم من ضحك وفكاهة ومشاركات وقصر التعامل علي الآليات فقط».
نتائج ثقافة العمل السام
وقال جين إن النتائج المترتبة على ذلك، على ما ذكر أعلاه، هي نتائج تعود على الفرد والعمل، موضحًا:
- على الفرد: هي أمراض القلب والأوعية الدموية أو العضلية أو الهيكلية، وسوء الصحة العقلية، وسوء الصحة النفسية.
- على العمل: قلة الالتزام والحضور، وقلة الإبداع في العمل، ندرة الإنتاج.
أسباب ثقافة العمل السامة
تتعدد الأسباب لذلك وهناك الكثير من العادات السيئة التي تسبب ذلك، حيث تقول مانويلا بريسموث، الأستاذة المساعدة في قسم الإدارة والعمليات في جامعة فيلانوفا في بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية: إنه يجب أن ننظر أولًا إلى المديرين السلبين الذين كانوا يضعون الأعباء الثقيلة على الموظفين ويمكن أن نفرق بين أسباب ما قبل الوباء وما بعد الوباء».
ما قبل الوباء:
- تتمثل في المشاكل التي تقوم بها الإدارة والمدير وتجبر العاملين أن يتحملوا النتائج معهم، وعلى العاملين أن تعتبر ذلك شيئًا طبيعيًا.
- المنافسات في الاجتماعات والعروض التقديمية في المكاتب.
ما بعد الوباء :
- بدلًا من الاجتماعات والعروض التقديمية أصبحت المكالمات والرسائل عبر البريد الإلكتروني.
- ظهور اجتماعات مفاجئة على مدار اليوم عبر الزووم.
- الإرهاق الوبائي الذي نتعرض له خوفًا من الإصابة والذي سبب ضغوط نفسية كالخوف والضيق والقلق وأحيانًا العنف في العمل إذا تم الإضطرار إلى النزول إلي العمل. حيث قال أحد الموظفين إن رئيسه في العمل أجبره على الذهاب إلى المكتب، في بداية الأمر كان الموظف خائفًا من الإصابة بفيروس كورونا، وعندما أجبر فذهب إلى المكتب يقول الموظف إنه أصيب بفيروس كورونا عند نزوله.
- العمل من المنزل أضعف ثقافة التعامل وقد زاد من العزلة مما جعل الفرد غير قادر على إقامة توازن بين العمل وحياته.
كيفية مواجهة ثقافة العمل السام
يلزم علينا أن نواجه تلك الثقافة الشائعة التي من الممكن أن تدمر المجتمع، وعلينا أن يعي كل فرد من الموظفين دوره في ذلك وأن تعي المؤسسة كذلك، وسنوضح في السطور القليلة التالية دور الفرد والمؤسسة.
دور المؤسسة يتمثل في الآتي :
- تغير الإدارت الفاسدة التي تسبب الكثير من المشاكل.
- على الإدارات أن تتصدى وتمنع حدوث أي خلل يترتب عليها عواقب، وألا تتساهل في التعامل مع المتسبب في ذلك مهما كانت سلطته.
- إتباع توجيهات منظمة العمل الدولي التابعة للأمم المتحدة، التي تتبعها الكثير من الدول، في تنظيم ساعات العمل، وأوقات الإجازات للاحتفالات، وتخصيص وقت على مدار اليوم لراحة العاملين، سواء ذلك في العمل عن بعد أو المكاتب؛ حتى لا يقع الموظف تحت بند الاستغلال.
دور الفرد:
- على الموظف أن يعلم ذاته ليعرف حقوقه وواجباته وذلك من خلال معرفة سياسة شركته أو القوانين المحلية، لأن الإلزامات القانونية تساعد على ضبط العمل.
- وضع حدود تفصل بين العمل والحياة وعدم المزج بينهم.
- يمكن مواجهة مدير العمل السام وذلك بإغلاق الهاتف بعد وقت معين في المساء.