ارتبطت الأمة الإسلامية والعربية، بالعديد من الأغاني، التي طالما ارتبطت بشهر رمضان المبارك،على الرغم من اختلاف العصور، بدايةً من “وحوي يا وحوي” التي تعلن عن قدوم الشهر الفضيل، وصولًا إلى أغنية الوداع وهي “تم البدر بدري” والتي تأتي بالتزامن مع نهاية رمضان وقدوم عيد الفطر المبارك.
وقد علقت هذه الأغاني والأناشيد الدينية في قلوب وذاكرة الأمة الإسلامية، فتحولت من مجرد كلمات وألحان إلى طقس من طقوس الشهر الكريم، كالفوانيس والزينة المعلقة على طول مسارات الشوارع والطرقات وغيرها من المظاهر الاحتفالية التي تدخل البهجة والسرور على النفوس إيذانًا بقدوم شهر رمضان.
وعلى الرغم من توارث هذه الأغاني عبر الأجيال، إلا أن قصة وحكايات ظهورها إلى مجتمعاتنا، لا تحظى بمثل هذه الشعبية الكبيرة التي تحظى بها الأغاني أنفسها، ولذلك يستعرض لكم “صدى البلد جامعات” قصة واحدة من أشهر الأغاني الرمضانية وهي أغنية “وحوي يا وحوي”.
أصل كلمة “وحوي”
ترى بعض الروايات أن أغنية “وحوي يا وحوي.. إياحة” فرعونية الأصل، حيث كان يغنيها المصريون القدماء مع بداية كل شهر عند استقبال القمر، و “إياحة” ترمز إلى “إياح حتب” زوجة الملك تاعا الثانى حاكم مصر فى أواخر القرن الـ 18 قبل الميلاد، وكانت الدولة الفرعونية الوسطى قد تفككت واحتلها الهكسوس، فأخذت “إياح حتب” تحث زوجها على التصدى للغزاة، ومن بعده ابنها الأكبر، ثم ابنها الثاني أحمس، الذي نجح في مهمة طرد الهكسوس من مصر.
ومن هنا، نشات العلاقة بين الأغنية الشهيرة والأم “إياح حتب”، حيث إن إياح تعنى القمر وحتب تعنى: الزمان، ليشكل الاثنان معًا «قمر الزمان»، أما كلمة وحوى الفرعونية فمعناها: مرحبًا أو أهلاً، وعلى هذا فإنه على أثر الانتصار الذى حققه الملك أحمس على المحتلين وطرد الهكسوس من البلاد، خرج المصريون فى استقبال والدته الملكة إياح، حاملين المشاعل والمصابيح يتغنون بـ«وحوى يا وحوى.. إياحه» والتى يكون معناها مرحبًا يا قمر، وذلك تقديرًا للدور الكبير الذي لعبته في هذه المعركة، حيث خرج الشعب يحى الملكة «إياح حتب» أم الملك المظفر «أحمس» فكانوا يقولون «واح واح إياح» أى «تعيش تعيش إياح».
فيما ترى رواية أخرى أن الكلمة مشتقة من اللغة القبطية، والتي تعنى اقتربوا لرؤية الهلال، مما جعلها رمزًا من الرموز المرتبطة بشهر رمضان.
وأشارت روايات تاريخية أخرى إلى إن كلمة “وحوى” تعنى رحل، و”إياحة” معناها القمر أو الهلال، في إشارة إلى رحيل شهر شعبان وقدوم هلال شهر رمضان، وأصبحت هذه الأغنية منذ العصر الفاطمي تحية خاصة بهلال رمضان.