تسيطر الأجواء الرمضانية على الميادين والشوارع، بما تحمله من مظاهر احتفالية وروحانية، تعبر عن الطبيعة الخاصة لهذا الشهر المبارك الذي أنزل الله سبحانه وتعالى فيه القرآن، مما يكسبه مكانة مميزة في قلوب المسلمين، مقارنةً بباقي الشهور الهجرية الأخرى.
وعلى ذكر الشهور الهجرية، يتساءل البعض حول سبب تسمية هذا الشهر الكريم باسم “رمضان”، وهذا الأمر يقودنا إلى السير في أغوار الموضوع منذ البداية، ليرصد لكم “صدى البلد جامعات” قصة التقويم الهجري، وأصل تسمية الشهر الكريم بهذا الاسم..
قصة التقويم الهجري
ظهر التاريخ الهجري في عهد عمر بن الخطاب في 20 من جمادي الآخرة، في العام الـ 17 من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، ومنذ ذلك الوقت تم اعتبار بداية التاريخ الإسلامي من أول سنة من الهجرة، وجعلوا أول هذه الشهور هو شهر محرم، وكانت بداية السنة الهجرية الأولى يوم الخميس 15 يوليو عام 622م.
ويتكوَن التقويم الهجرى من 12 شهرًا قمريًا؛ أى أن السنة الهجريَّة تساوي 354 يومًا تقريبًا، والشهر فى التقويم الهجري إمَّا أن يكون 29 أو 30 يومًا، وترجع تسمية الشهور الهجرية إلى العصر الجاهلي قبل الاسلام، أي قبل البعثة النبوية بحوالي 150 عامًا، حيث اجتمع العرب حينها بـ”كلاب بن مرة” جد النبي صلى الله عليه وسلم، في موسم الحج وطلب من رؤساء القبائل أن يتفقوا على مسميات للشهور، حيث كانت تختلف مسمياتها من قبيلة إلى أخرى.
وفي السياق ذاته، اتفق العرب على تسمية الشهور الهجرية بناءًا على ارتباطها بفصول السنة أو طبيعة المناخ وأيضًا بطبيعة الحياة البدوية والحروب القبلية، ولكن بعد الاسلام سميت الشهور الهجرية بأسماء مختلفة حيث جاءت بداية التأريخ الهجري في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لتظهر الشهور الهجرية بأسمائها المعروفة في وقتنا هذا.
أصل تسمية رمضان
يرى البعض أن كلمة “رمضان” مأخوذة من “الرمض” أي شدة الحر، في إشارة إلى شدة الحرارة الذي يشهدها هذا الشهر، والبعض الآخر يرى أن التسمية جاءت لتوحي بأن هذا الشهر يرمض الذنوب ويحرقها بالأعمال الصالحة، فيما يرى آخرون أن القلوب تتأثر بحرارة الخير في هذا الشهر المبارك كما تؤثر الشمس في الحجارة والرمال.
ومن ناحية أخرى، رأى البعض أنه لا يوجد علاقة بين رمضان والحر الشديد، نظرًا لأن رمضان هو أحد الأشهر القمرية وليس الشمسية؛ فهو ينتقل بين فصول السنة من ربيع، أو خريف، أو صيف، أو شتاء، ولا ينحصر مجيئه في فصل الصيف فقط، وبالتالي فإن المقصود به هو اشتداد حر الظمأ، وليس اشتداد حرارة الشمس.
وقد فرض الله سبحانه وتعالى الصيام على المسلمين في السنة الثانية للهجرة، ليبدأ الصيام في شهر رمضان من طلوع الفجر الثاني، حيث يمسك المسلم عن الطعام والشراب وسائر المفطرات حتى غروب الشمس، وشهد شهر رمضان الكثير من الوقائع والأحداث الإسلامية التاريخية في التاريخ الإسلامي، مثل: غزوة الخندق، فتح مكة، غزوة بدر، وغيرها من الأحداث التاريخية المهمة.