ما زالت مصر مستمرة في إبهار العالم بحضارتها العريقة، صاحبة الـ 7000 عام، والتي تعد أولى وأقدم الحضارات التي عرفها العالم بأسره، حيث خرجت إلينا بالعلوم والفنون وغيرها من المجالات المختلفة، التي بنت على أساسها حضارة سبقت كل حضارات شعوب العالم، لتترك لنا تاريخًا زاخرًا بالإنجازات والانتصارات المشرفة تشهد على عظمة الأجداد.
وفي سياق متصل، استطاعت مصر أن تلفت أنظار العالم من جديد، في الفترة الحالية، من خلال موكب نقل المومياوات الملكية المهيب من المتحف المصري بميدان التحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، والذي حظى بتغطية إعلامية واسعة من جانب وسائل الإعلام المحلية والعالم، على مدار الأيام الماضية، كما استمرت مصر في تقديم المزيد من خلال آخر اكتشافاتها المتمثلة في المدينة المفقودة “صعود آتون” في مدينة الأقصر.
ثاني أهم الاكتشافات الأثرية بعد مقبرة توت عنخ آمون
ويرصد لكم “صدى البلد جامعات” أبرز ما تداولته وكالة بلومبرج الأمريكية حول هذا الاكتشاف الجديد، الذي اكتشفته البعثة المصرية برئاسة الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق والمشتركة بين مركز الدكتور زاهي حواس للمصريات التابع لمكتبة الإسكندرية والمجلس الأعلى للآثار.
قالت وكالة بلومبرج الأمريكية، إن اكتشاف مدينة “صعود آتون”، والتي يعود تاريخها إلى عهد الملك أمنحتب الثالث، يعد من أحدث عجائب واكتشافات العصر الفرعوني، والذي يأتي بالتزامن مع جهود الدولة المصرية في إنعاش قطاع السياحة مرة أخرى.
ومن جانبها، قالت الدكتورة بيتسي بريان، أستاذة علم المصريات بجامعة جون هوبكنز، إن اكتشاف هذه المدينة المفقودة هو ثاني أهم الاكتشافات الأثرية بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.
وتابعت بريان، أن هذا الاكتشاف الجديد، يعطينا لمحة عن حياة المصريين القدماء في ظل عصر الرخاء التي كانت تشهده الإمبراطورية في ذلك الوقت، كما أنه سيساعدنا في فك شفرات لغز انتقال إخناتون ونفرتيتي إلى العمارنة.
إشادة بالجهود المصرية
وأضافت بلومبرج، أن أعمال الحفر التى قام بها عالم الآثار زاهى حواس بدأت فى سبتمبر 2020، وخلال فترة وجيزة، تم العثور على مدينة كبيرة محفوظة جيدًا بجدران سليمة، ومخبز، وأفران، ومقابر، وغرف مليئة بالأدوات، بالإضافة إلى أوانى فخراية وجعران، وأدلة تثبت ريادة مصر في العديد من الصناعات، مثل: الغزل والنسيج ، وصنع المعادن، وصنع الزجاج.
وتابعت الوكالة، أن السجلات التاريخية تشير إلى أن المستوطنة تتألف من 3 قصور ملكية تعود للملك أمنحتب الثالث ، بالإضافة إلى المركز الإداري والصناعي للإمبراطور، ومنطقة إنتاج الطوب اللبن المستخدم لبناء المعابد والملحقات، والذي يحتوي على أختام تحمل خرطوش الملك أمنحتب الثالث.
جدير بالذكر، أنه تقع منطقة الحفائر بين معبد رمسيس الثالث في مدينة هابو ومعبد أمنحتب الثالث في ممنون، وقد بدأت البعثة المصرية العمل في هذه المنطقة بحثًا عن معبد توت عنخ آمون الجنائزي، وكان الملك آي، خليفة توت عنخ آمون هو من بنى معبده على موقع تم تجاوره لاحقًا على جانبه الجنوبي بمعبد رمسيس الثالث في مدينة هابو.
هذا وذكرت بلومبرج الأمريكية، أن اكتشاف مدينة “صعود آتون”، يأتي بعد أسبوع من قيام مصر بتنظيم موكب نقل المومياوات الملكية، والتي بلغ عددها 22 مومياء لملك وملكة، والتي خرجت إلى العالم بمركبات مزخرفة بالتصاميم الفرعونية، مما يعكس اهتمام مصر بتنشيط السياحة والتي تضررت بسبب تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد.