لم تقتصر الأعراض أو التأثيرات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد، في الأعراض الجسدية، والآثار المادية الملموسة، بل تخطى الأمر هذا الحاجز ليلحق بالأشخاص تأثيرات نفسية وخيمة، خاصةً على فئة الأطفال من صغار وكبار السن، حيث كانت هذه الفئة من أكثر الفئات تضررًا منذ بداية الجائحة، التي فرضت بدورها إغلاق واسع للعديد من المدارس على مستوى العالم.
صعوبات وضغوطات تواجه الأطفال
قالت الكاتبة وعالمة النفس أنجيلا داكويرث، إن الأطفال من صغار وكبار السن، من المتوقع أن يتعافوا بشكل سريع من تبعات جائحة كورونا، موضحةً أنه على الرغم من امتلاك الأطفال لقدر كبير من المرونة، إلا أنهم يواجهون العديد من الصعوبات والضغوطات أثناء بقائهم لفترة الطويلة في منازلهم، على إثر إغلاق المدارس في بعض الدول.
وتابعت “داكويرث”، في حوار لها مع موقع CNN، أن الصعوبات التي يواجهها الأطفال، تتمثل في انقطاع صلتهم بالعالم الخارجي، وعدم قدرتهم على التواصل بشكل كامل مع الآخرين، بسبب عدم وجود إمكانية رؤية تعبيرات الوجه من ابتسامات أو عبوس وغيرها، نظرًا للقيود والإجراءات الاحترازية الخاصة بفيروس كورونا المستجد.
دور الآباء والأمهات في مساعدة الأطفال
و شددت “داكويرث” على أهمية الدور الذي يلعبه الآباء والأمهات، خلال هذه الفترة العصيبة التي قد يمر بها الأطفال، موضحةً أن طريقة تعامل الآباء والأمهات مع أطفالهم تنعكس بشكل كبير على رؤية الطفل للموقف وللجائحة ككل، ولكن هذا الأمر لا يعني أن يقوم الآباء بتجاهل التحدث عما يمر به العالم أمام الطفل، بل لا بد من تقديم المعلومات الصحيحة للطفل كلما أمكن ذلك.
وتابعت “داكويرث”، أنه من المهم تقديم التشجيع المستمر للأطفال، خلال هذه الفترة، والثناء على ما يقومون به من أنشطة وإنجازات حتى وإن كانت صغيرة، ومساعدتهم في النظر إلى المستقبل بشكل إيجابي، من خلال التنظيم الجيد ووضع الخطط الملائمة.
وأكدت “داكويرث”، أن التواصل المستمر بين الآباء أو المعلمين مع الأطفال، يسهم بشكل كبير في تعزيز قدرات الطفل وتحسين الأداء الخاص به، ومن ثم المساعدة في تعافي الطفل من التأثيرات النفسية المرتبطة بجائحة كورونا.
دراسات علمية ترصد الأمر
جدير بالذكر، أنه قد تناولت العديد من الدراسات، في الفترة الأخيرة، التأثيرات النفسية المرتبطة بالجائحة على الأطفال، ومنها: الدراسة التي قامت بها وزارة الصحة الإيطالية، في بدايات الجائحة، على 6800 شخص، 3245 منهم دون سن الـ 18 عامًا، والتي أظهرت معاناة الأطفال خلال فترة الحجر المنزلي، حيث واجه الأطفال صعوبات في النوم وخاصة الأصغرمنهم سنًا، فضلًا عن تراجع النمو لدى بعضهم ولجوء البعض الآخر للبكاء المستمر، وشعورهم بالقلق المستمر والخوف على أقاربهم الأكبر سنًا، كما كشف 65% من الآباء والأمهات الذين لديهم أبناء دون سن السادسة، عن ظهور العديد من المشكلات السلوكية على أطفالهم.