فقدت مصر، اليوم، واحدًا من أبنائها المخلصين، الذي كرس حياته لخدمتها، وخدمة شريحة الفقراء ومحدودي الدخل في مصر، حتى أطلق عليه البعض، لقب “وزير الفقراء”، إنه رئيس الوزراء المصري الأسبق، الدكتور كمال الجنزوري، الذي توفى عن عمر يناهز 83 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، ورحلة طويلة من الإنجازات والإسهامات، وتاريخ مشرف يشهد بقوته وحكمته في إدارة أشد الأزمات.
ويرصد لكم “صدى البلد جامعات” أهم المحطات في مسيرة الدكتور الراحل كمال الجنزوري، وأهم إسهاماته..
نشأة الدكتور كمال الجنزوري
هو ابن محافظة المنوفية، حيث نشأ الجنزوري في قرية جروان، مركز الباجور، في 12 يناير 1933، وأظهر خلال هذه الفترة، وبالتحديد في المرحلة الثانوية، حبًا وشغفًا شديدًا تجاه الكرة الطائرة وتنس الطاولة.
المسيرة العلمية للدكتور كمال الجنزوري
تخرج الجنزوري في كلية الزراعة عام 1975، وخدم فترته العسكرية بسلاح الإشارة، ثم حصل على الدكتوراه في التخطيط والاقتصاد من جامعة ميتشجان الأمريكية عام1967، وقام بالتدريس في العديد من الجامعات المصرية ومعاهد التدريب.
أهم المحطات والمناصب
تولى الجنزوري العديد من المناصب السياسية، منها محافظ الوادي الجديد عام 1976، ومحافظ بني سويف عام 1977، ثم وزير التخطيط والتعاون الدولي، وأخيراً تولى رئاسة الوزراء مرتين، الأولى في الفترة من يناير 1996 حتى أكتوبر 1999، والثانية في الفترة ما بين نوفمبر 2011 حتى يوليو 2012 خلفًا للدكتور عصام شرف، ثم تولى في يوليو 2013، منصب مستشار رئيس الجمهورية عدلي منصور للشئون الاقتصادية، بالإضافة للعديد من المناصب الأخرى.
أهم إسهاماته خلال فترة توليه رئاسة مجلس الوزراء للمرة الأولى
شهدت مصر في عهد الجنزوري، العديد من المشاريع الضخمة في شتى المجالات، تمثل أبرزها في: مشروع مفيض توشكى الذي يقع في أقصي جنوب مصر، وشرق العوينات، وتوصيل المياه إلى سيناء عبر ترعة السلام، ومشروع غرب خليج السويس، بالإضافة إلي الخط الثاني لمترو الأنفاق بين شبرا الخيمة، بالقليوبية، والمنيب، بالجيزة، مرورًا بمحافظة القاهرة للحد من الازدحام المروري بمحافظات القاهرة الكبرى.
وإلى جانب هذه المشروعات، أولى الجنزوري اهتمامًا بالغًا، لشريحة الفقراء ومحدودي الدخل في مصر، حيث سعت حكومته بشكل كبير إلى تحسين أجور العاملين بقطاعات الدولة من خلال حوافز شهرين.
وخلال فترة رئاسته الأولى لمجلس الوزراء، أقر مجموعة من القوانين، منها: قانون الإيجار الجديد، كما ساهم في تحسين علاقة مصر بصندوق النقد الدولي وكذلك بالبنك الدولي، كما شهد في عصرة تعثر بنك الاعتماد والتجارة فتدخلت الحكومة لحل الأزمة وتم ضم البنك إلى بنك مصر.
رعاية أسر شهداء ثورة يناير 2011
تولى الجنزوري رئاسة الوزراء للمرة الثانية، عام 2011، في أكثر اللحظات العصيبة التي مرت على مصر، وعلى الرغم من ذلك، استطاع إظهار قوته وصلابته في مواجهة الأزمات، حيث عقد خلال هذه الفترة ما يقرب من 150 اجتماع مع الوزراء والمحافظين ولجان الوزارة المختلفة، فضلًا عن إصدار العديد من القرارات الهامة، بهدف مساعدة مصر في الخروج من هذه الأزمة الحرجة.
كما اختص الجنزوري برعايته، أسر شهداء ثورة يناير 2011، فقام باستكمال قيمة تعويضات الشهداء إلى 100 ألف جنيهًا، وذلك لأسر 75 شهيد و5923 مصاب، وقام بتوفير أكشاك لأسر الشهداء والمصابين لممارسة الأنشطة التجارية، فضلًا عن إطلاق أسماء الشهداء على الشوارع والميادين في مصر.
أزمة استاد بورسعيد
كما اتخذ الجنزوري، قرارات حاسمة، بشأن مذبحة استاد بورسعيد، التي راح ضحيتها ما يزيد عن 73 فردًا وعشرات المصابين بعد اعتداء مسلحين بالأسلحة البيضاء على مشجعى النادى الأهلي، حيث أمر بإقالة محافظ بورسعيد، وكذا إقالة كل من: مدير أمن بورسعيد ومدير مباحث بورسعيد.