استطاعت الدكتورة فينيس كامل جودة، تحقيق مسيرة علمية ملهمة، من خلال إنجازاتها الفريدة والمختلفة في مجال البحث العلمي، على المستوى المحلي والعالمي، ليسطر التاريخ اسمها بين أوراقه بحروف من نور، وتكن نموذجًا مشرفًا يُحتذى به لأبناء وبنات مصر.
ويرصد لكم “صدى البلد جامعات” أبرز المحطات في حياة الدكتورة الراحلة فينيس كامل جودة، وأهم إسهاماتها في مجال البحث العلمي..
المسيرة العلمية والأكاديمية للدكتورة فينيس جودة
وُلدت الدكتورة فينيس جودة، في 7 أكتوبر 1934، وقررت الالتحاق بكلية العلوم في جامعة عين شمس، حيث تخرجت فيها عام 1956، ثم حصلت على الماجستير و الدكتوراه في الفلسفة من جامعة القاهرة عام 1962، وأولت في هذه الفترة اهتمامًا كبيرًا بمجال البحث العلمي، حيث حصلت على الدكتوراه مرة أخرى في العلوم من جامعة عين شمس عام 1994، كما أنها تعتبر أول سيدة مصرية يتم منحها درجة الدكتوراه في العلوم بناءً على تزكية الجمعية الملكية في إنجلترا.
وتدرجت جودة في المناصب الأكاديمية، بفضل المثابرة والإصرار على النجاح، حيث تولت منصب مساعد باحث في المركز القومي للبحوث في الفترة من عام 1956 حتى عام 1962، ثم شغلت منصب باحث في الكيمياء الطبيعية عام 1962 حتى عام 1966، والتي استطاعت من خلاله أن تثبت جدارتها وكفائتها منقطعة النظير، لتتولي منصب أستاذ باحث ورئيس لقسم الكيمياء الطبيعية عام 1974، بالإضافة إلى تولي منصب أستاذ زائر بجامعة “أوهايو” الأمريكية من 1974 إلى 1975.
واستمرت رحلة جودة المكللة بالنجاح والتفوق، حيث شغلت منصب وزيرة البحث العلمي سابقًا في أكتوبر 1993 حتى يوليو1997، حيث كانت المرة الأولى التي يتم فيها تولي سيدة لهذا المنصب، كما تم اختيارها كممثلة لبلدها مصر في المجلس الدولي للتآكل اعتبارًا من عام 1974، وتم التجديد لها حتى عام 2009.
إسهامات وانتصارات
حققت جودة خلال رحلتها العديد من الإسهامات التي كانت بمثابة نقلة كبيرة في مجال البحث العلمي في مصر، حيث قدمت ما يقرب من 141 بحثًا علميًا وتمت ترجمة نتائج العديد من هذه الأبحاث، بالإضافة إلى حصولها على براءتى اختراع فى مجال الترسيب الكهربائى، وفى مجال حماية حديد التسليح من التآكل، حيث ساهمت من خلال الأخير، فى تحقيق تقدم هائل فى حماية المنشآت المعدنية والهندسية في مصر.
وبسبب العطاءات التي قدمتها جودة على الصعيدين المحلي والعالمي، تم اختيارها ضمن 10 سيدات من منظمة العالم الثالث للمرأة فى العلوم على مستوى الدول النامية كرائدة فى مجال العلوم والتكنولوجيا عام 1999، كما أنها السيدة المصرية الوحيدة التي تم تكريمها من قبل 4 رؤساء لمصر، بدايةً من الرئيس جمال عبد الناصر، مرورًا بالسادات والرئيس محمد حسني مبارك، وصولًا إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي.
كما حصدت جودة العديد من الجوائز العربية والعالمية المختلفة، تقديرًا لجهودها ومسيرتها المشرفة، حيث حصلت على جائزة الدولة التشجيعية مرتين، الأولى فى العلوم الكيميائية عام 1973، والأخرى فى العلوم الأساسية عام 2003، كما تم إدراج اسمها ضمن 909 عالم على مستوى العالم ضمن مؤشر “سكوبس الدولي”، وغيرها الكثير من الجوائز المختلفة.