يبدو أن تدريس مادة القيم وإحترام الآخر لتلاميذ نظام التعليم الجديد، وخاصة طلاب الصف الثالث الإبتدائي، سيظل علامة مميزة لتربية النشء على احترام قيم الحق والتسامح ونبذ العنف.
حيث يدرس تلاميذ الصف الثالث الإبتدائي العام الدراسي الحالي 2020/2021، مادة القيم والأخلاق التي يضم محتواها القيم والمبادئ السماوية مثل الصدق الإخلاص الأمانة احترام الآخر التعايش.
ويتم عرض المنهج في صورة أنشطة وتعتبر مادة نجاح ورسوب وتضاف للمجموع وسيعقد لها اختبار للطالب، ولا يغني تدريس تلك المادة عن تدريس كتاب الدين الاسلامي والدين المسيحي كما هما مادة نجاح ورسوب ولا تضاف للمجموع.
جدير بالذكر أن تدريس مادة القيم واحترام الآخر، جاء عقب استجابة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لطلب الطفل مهند لتدريس احترام الآخر، خلال احتفالية “قادرون باختلاف” لأصحاب الهمم وذوي الاحتياجات الخاصة من الأطفال.
وكان الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، قد أوضح بعض تفاصيل منهج كتاب القسم واحترام الآخر، الذي تقرر تدريسه لأول مرة هذا العام لتلاميذ الصف الثالث الابتدائي.
حيث أوضح الوزير ان كتاب القيم واحترام الآخر يركز على تعليم التلميذ 6 قيم أساسية ، تتمثل في ( الحب ، و الرحمة ، و الاحترام ، الامانة ، و الاتقان ، و المثابرة)”.
احترام الآخر.. تهتم بترسيخ مباديء الحب والتسامح
ومن ناحية آخري يبدأ كتاب مادة القيم وإحترام الآخر بتعريف الحب بأنه شعور جميل يسكن بداخلنا، فنحن نحب أنفسنا، وعائلاتنا وأصدقائناـ والمجتمع، وهناك وسائل كثيرة نعبر بها عن الحب لأنفسنا ولمن حولنا.
ويضم الكتاب الذى يشرح منهجه من خلال القصص والأنشطة، عدد من الشخصيات وهم أمين، ليلي، آمال، سعيد، مرجآن، جميلة، وجمعيهم بالصف الثالث الإبتدائي.
ويمكن لراغبي الإطلاع علي محتوى منهج مادة القيم واحترام الآخر من هنا
ومن جهته، أوضح الدكتور عاصم عبد المجيد حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، أن التطور المادي للمجتمعات مرهون بالتطور في الجانب الإنساني والاجتماعي والأخلاقي ، لافتا إلي أن المجتمع المتماسك والذي تسمو فيه الإنسانية على كل صراع طبقي أو طائفي أو ديني يستطيع أن يسهم بقدر كبير في مسيرة التطور الحضاري نظرا لتخلصه من كثير من الصراعات التي تستهلك الطاقات والموارد ويستطيع ويوجد لنفسه مكانا بين المجتمعات المتقدمة.
وأكد “حجازى”خلال تصريح خاص لـ”صدى البلد جامعات”، أن الدولة المصرية أخذت على عاتقها بناء شخصية مصرية متوازنة عقليا ومعرفيا ووجدانيا وتقع مسؤولية تنفيذ هذا المشروع الحضاري على عاتق وزارة التربية والتعليم باعتبار التعليم رافدا أساسيا للتطور والتنمية في كافة المجالات الإنسانية والشخصية والمادية.
وأشار إلي أن تدريس مادة القيم والأخلاق كحلقة مهمة من حلقات هذا المشروع الرائد لبناء الشخصية المصرية يؤكد على قيم التسامح والرحمة والاحترام والمثابرة والعطف وبذل الجهد باعتبارها قيما اتفقت عليها الأديان السماوية والفطرة السوية.
وأضاف أنها قيم بناءة ونبيلة تدعم مسيرة النهوض للدولة المصرية ومستمدة بشكل أساسي من مصادره الدينية، مشيرا إلي أن البدء في تدريس هذا المقرر من بداية الصف الثالث الابتدائي قرارا صائبا حيث إن سن التلميذ في هذه المرحلة العمرية يسمح له باستيعاب المفاهيم المجردة وفهم وتطبيق هذه القيم كما أن دراستها في سن صغير يجعلها أكثر تأصلا في شخصية الطفل بحيث تكون مكونا أساسيا من مكونات الشخصية المصرية.