اشتد الجدل في الولايات المتحدة الأمريكية، حول المسافة الآمنة بين الطلاب وبعضهم البعض في المدارس، لمنع انتشار العدوى بفيروس كورونا المستجد، وذلك بالتزامن مع إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، لضرورة عودة الطلاب للمدارس مرة أخرى بعد انقطاع طويل.
المدارس الأمريكية العامة
تجد المدراس العامة في الولايات المتحدة الأمريكية، على وجه الخصوص، صعوبة فيما يتعلق مسألة تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي في الفصول الدراسية، بموجب مسافة 6 أقدام بين الطلاب وبعضهم البعض، وهو الأمر الذي جعل المدارس تلجأ إلى التعليم الهجين، الذي يقضي بذهاب الطلاب للمدارس لأيام قليلة من الأسبوع، حيث يأتي هذا الأمر بالتزامن مع إرشادات مركز مكافحة الأمراض الأمريكي بضرورة الحفاظ على مسافة لا تقل عن 6 أقدام بين الطلاب في الفصول الدراسية.
دراسة جديدة تغير الموازين
ومن ناحية أخرى، أفادت دراسة جديدة، منشورة بمجلة “Clinical Infectious Diseases”، أن الحفاظ على مسافة 3 أقدام في الفصول الدراسية، قد تكون آمنة أيضًا، مقارنةً بمسافة 6 أقدام، وذلك في حالة ارتداء الطلاب للكمامات.
واعتمد مؤلفو الدراسة، على مقارنة معدلات انتشار العدوى في مدارس ولاية ماساتشوستس الأمريكية، والتي تسير على نهج الـ 3 أقدام وتلك التي تطبق قاعدة الـ 6 أقدام، ولم يتم رصد أي فروق كبيرة بين الحالتين فيما يتعلق بمعدلات انتشار فيروس كورونا المستجد بين الطلاب أو هيئة التدريس أو العاملين في المدارس.
وأشار المؤلفون، إلى تحذير مهم بخصوص النتائج، حيث أوضح المؤلفون أن المدارس التي سمحت بتطبيق مسافة 3 أقدام بين الطلاب وبعضهم البعض، كانت قادرة على تحقيق مسافات أكبر من ذلك، وبالتالي تركز هذه الدراسة على السياسات الرسمية المتبعة ولكن ليس تنفيذها على أرض الواقع.
مركز مكافحة الأمراض الأمريكي ينظر في الأمر
ومن جانبها، أشارت الدكتورة روشيل والينسكي، مديرة مركز مكافحة الأمراض الأمريكي، إلى هذه الدراسة العلمية الجديدة، في إحاطة إعلامية، موضحةً أن المدارس الأمريكية تعاني من مسألة تطبيق مسافة 6 أقدام بين الطلاب وبعضهم البعض في الفصول الدراسية.
وتابعت “والينسكي”، أن مركز مكافحة الأمراض الأمريكي، ينظر إلى هذه البيانات بعناية، حيث إن هذه الدراسة الجديدة قد دفعت إلى إجراء المزيد من الدراسات في الفترة المقبلة، مؤكدةً أن المركز يضع كل هذه البيانات والمعطيات في عين الاعتبار، ومن ثم يعيد النظر في توجيهاته وإرشاداته في هذا السياق.
ووفقًا لموقع “CNN”، قال الدكتور أنتوني فوسي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة الأمريكية، وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن، في مؤتمر، إن مركز مكافحة الأمراض الأمريكي، سيقوم بتحديث التوجيهات الخاصة به، في حالة ثبوت مدى آمان تطبيق مسافة الـ 3 أقدام في الفصول الدراسية في ظروف معينة.
توصيات منظمة الصحة العالمية
تشير الإرشادات المدرسية لمنظمة الصحة العالمية، أنه يجب الحفاظ على مسافة ما لا تقل عن متر، أي 3.28 قدم، بين الأفراد، أي مسافة أقل مما أقره مركز مكافحة الأمراض الأمريكي.
وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، بوضع المكاتب على بعد 3 أقدام على الأقل، و6 أقدام إذا أمكن، ولكنها تلاحظ أنه في العديد من المدارس، لا يمكن تطبيق مسافة تباعد تصل إلى 6 أقدام، دون تقليل عدد الطلاب، ونتيجة لذلك، تقول الأكاديمية، إنه يجب على المدارس أن تزن فوائد الالتزام الصارم بقاعدة التباعد بين الطلاب ومن ثم تقليل الأعداد في الفصول الدراسية، وبين الجانب السلبي المحتمل إذا كان التعليم عن بعد هو الخيار الوحيد.