تضحيات باسلة، قدمها أبناء الوطن المخلصون، خلال خوضهم غمار الحرب الشرسة ضد فيروس كورونا المستجد، فكان الأطباء المصريون السد المنيع الذي يحمي الوطن من هذا الدخيل الجديد، الذي يواصل حصد الأرواح دون سابق إنذار، وخير نموذج على تضحيات وإسهامات الأطقم الطبية المصرية، هو الدكتور محمود سامي قنيبر، الذي فقد بصره أثناء معالجة مصابي كورونا في مستشفى عزل بلطيم في مايو 2020.
وفي هذا السياق، يرصد لكم “صدى البلد جامعات”، المزيد من التفاصيل عن الطبيب المصري، وأهم المحطات في حياته..
نشأة محمود سامي قنيبر
هو الدكتور محمود سامي قنيبر، الذي يبلغ من العمر 39 عامًا، نشأ في قرية بقلولة التابعة لمركز الرياض في محافظة كفر الشيخ، وأظهر حبًا شديدًا تجاه المناسبات القومية والوطنية منذ صغره، وكذلك الأعمال الخيرية.
المسيرة العلمية لمحمود سامي قنيبر
تخرج طبيب الحميات، في كلية طب قصر العيني، ثم سافر بعد تخرجه للعمل في إحدى الدول العربية وعاد لأرض الوطن من جديد، ليستكمل مسيرته بوزارة الصحة، حيث شارك متطوعًا في مستشفى عزل بلطيم، وأثناء هذه الحرب الشرسة مع فيروس كورونا، ورغبة “قنيبر” في إسعاف أكبر قدر ممكن من المصابين وتخفيف آلامهم، تعرض إلى ارتشاح رئوي، وارتفاع ضغط الدم، وهبوط مستوى الوعي، ثم فقد بصره، نتيجة الإجهاد والعمل المتواصل لمدة 7 أيام، وهو الأمرالذي جعل بعض الناس يلقبه بـ “أيقونة الطب”، نظرًا للتضحية الكبيرة التي قدمها في سبيل إنقاذ أرواح المرضى، على الرغم من معاناته هو الآخر في صمت.
واحتضنت الدولة “قنيبر”، حيث تكلفت بعلاجه في المركز الطبي العالمي، وأرسل الرئيس عبد الفتاح السيسي، هدية تذكارية، للطبيب المصري، أثناء رحلة العلاج، كما قدمته وسائل الإعلام المختلفة كنموذج ومصدر إلهام للكثير من أبناء مصر، وكرمه الرئيس، خلال الندوة التثقيفية الـ 33 للقوات المسلحة، بعنوان: “لولاهم ما كنا هنا” بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد، وذلك تقديرًا لمجهودات جيش مصر الأبيض في التصدي لفيروس كورونا المستجد بكل شجاعة وقوة.