يحتفل العالم، باليوم العالمي للسمع، الذي يصادف الثالث من مارس من كل عام، والذي يعد عبارة عن حملة سنوية، ينظمها مكتب الوقاية من العمى والصمم، التابع لمنظمة الصحة العالمية، بدايةً من عام 2007، التي تهدف إلى رفع التوعية، ومشاركة المعلومات بشأن الوقاية من فقدان السمع، وكان يُعرف هذا اليوم، قبل عام 2016، بـ “اليوم العالمي للعناية بالأذن”.
وفي هذا اليوم، تستضيف الصحة العالمية الحدث، وتقوم بتنظيم مجموعة من الأحداث حول العالم، حيث تختار موضوع مختلف كل عام، وتقوم بالإعلان عن هذه الأنشطة، في محاولة لنشر الوعي تجاه الموضوع.
تقرير منظمة الصحة العالمية الأول عن السمع
حذرت منظمة الصحة العالمية، في أحدث تقرير لها، ويعد أول تقرير عالمي عن السمع، عن وصول عدد الأشخاص المتعايشين مع فقدان السمع، بدرجة ما، إلى نحو 2,5 مليار شخص حول العالم، أي 1 من كل 4 أشخاص، بحلول عام 2050، موضحةً أن 700 مليون شخص منهم، على الأقل، سيحتاج إلى الحصول على الخدمات الخاصة برعاية الأذن والسمع وسائر خدمات التأهيل، ما لم يُتخذ إجراء في هذا الشأن.
وشدد التقرير، على ضرورة بذل المزيد من الجهد للوقاية من فقدان السمع ومعالجته، من خلال الاستثمار في خدمات رعاية الأذن والسمع والتوسع في إتاحتها.
وأضاف التقرير، أن الاستثمار في رعاية الأذن والسمع فعال، من حيث التكلفة، حيث تشير حسابات المنظمة، إلى أن الحكومات يمكن أن تتوقع عائدًا، يُقدر بنحو 16 دولاراً أمريكياً على كل دولار أمريكي تستثمره.
ومن جانبه، قال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن حاسة السمع لا يضاهيها شئ، وبالتالي فقدان السمع، دون توافر العلاج، من شأنه أن يلحق تأثيرات قوية في قدرة الأشخاص على التواصل والدراسة والعمل، فضلًا عن تأثيراته في الصحة النفسية.
نتائج التقرير
أفاد التقرير، أن العائق الذي يحول دون حصول بعض الأشخاص على الرعاية الطبية اللازمة، يتمثل في غياب المعلومات الدقيقة، بشأن الوقاية، والفحص والتعرف المبكر، حتى في صفوف مقدمي الرعاية الصحية أنفسهم، فضلًا عن الوصم الاجتماعي الذي يعاني منه هؤلاء الأشخاص، وعدم إدراج رعاية الأذن والسمع، ضمن النظم الصحية الوطنية في معظم الدول.
وفي السياق ذاته، تعتبر قلة الموارد البشرية، سببًا من أسباب عدم الحصول على الرعاية الصحية المناسبة، حيث أشار التقرير، أنه يوجد أقل من أخصائي واحد في الأذن والأنف والحنجرة لكل مليون نسمة؛ في 78% من البلدان منخفضة الدخل، وفي 93٪ منها يوجد أقل من أخصائي سمع واحد لكل مليون نسمة، فيما يوجد يوجد أخصائي معالجة كلام واحد أو أكثر لكل مليون نسمة، في 17% فقط من هذه الدول، وفي 50٪ منها، يوجد مُعلم واحد أو أكثر للصم لكل مليون نسمة.
توصيات منظمة الصحة العالمية
اقترحت منظمة الصحة العالمية، من خلال تقريرها، إمكانية دمج رعاية الأذن والسمع في الرعاية الصحية الأولية، باتباع استراتيجيات، مثل: المشاركة في المهام والتدريب على النحو الموضح في التقرير، وتوزيع الأخصائيين في هذا المجال، بشكل متكافئ، على دول العالم، والذي من شأنه أنه يسهم في علاج فاقدي السمع، ويفرض قدر كبير من الطلب على الكوادر التي تقدم هذه الخدمات.
كما لفتت المنظمة، إلى أن التدخل المبكر بعد التشخيص، هو أمر بالغ الأهمية، حيث يمكن للعلاج الطبي والعلاج الجراحي أن يؤديا إلى شفاء معظم أمراض الأذن، وقد يعكسا مسار فقدان السمع الناجم عنها، ومع ذلك، فعندما يستحيل عكس مسار فقدان السمع، يمكن للتأهيل أن يضمن تجنب المصابين للعواقب الوخيمة المرتبطة بفقدان السمع، من خلال العديد من الخيارات، مثل: المعينات السمعية، وزراعة القوقعة، والتي يجب أن تكون مصحوبة بخدمات الدعم الملائمة والعلاج التأهيلي، لتحقق نتائجها المرجوة.
وتيسيرًا لعملية التواصل لفاقدي السمع، أكدت المنظمة أن استخدام لغة الإشارة، وغيرها من وسائل الاستبدال الحسي، مثل: قراءة الشفاه، يعتبر من ضمن الخيارات المهمة لكثير من الأشخاص الصم، كما يمكن للتكنولوجيات المساعدة على السمع والخدمات، بما في ذلك تلك التي تشرح النصوص أو تقوم بترجمتها إلى لغة الإشارة، أن تسهم بشكل كبير في تعزيز عملية التواصل لدى فاقدي السمع.
ومن جانبها، قالت الدكتورة بنتي ميكلسن، مديرة إدارة الأمراض غير السارية في المنظمة، إنه لضمان الإتاحة المنصفة لفوائد هذه التطورات والحلول التكنولوجية أمام الجميع، يجب على البلدان أن تعتمد مسارًا متكاملًا، يركز على الأشخاص، مشددةً على ضرورة دمج التدخلات الخاصة برعاية الأذن والسمع، في الخطط الصحية الوطنية، وتقديمها عن طريق النظم الصحية المعززة، وذلك لتلبية احتياجات الأشخاص المعرضين لمخاطر فقدان السمع أو المتعايشين مع فقدان السمع.
الأسباب الرئيسية لفقدان السمع
وأشار التقرير، أنه يمكن الوقاية من 60% من حالات فقدان السمع في الأطفال، من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية من الحصبة الألمانية، والتهاب السحايا، وتحسين رعاية الأم والطفل، فضلًا عن الكشف المبكر عن التهاب الأذن الوسطى، والاهتمام بالنظافة الجيدة للأذن، والابتعاد عن الضوضاء، والاعتماد على التطورات التكنولوجية الحديثة، فهذه الإجراءات، يمكن أن تساعد في الحفاظ على السمع الجيد، وتحد من احتمالات فقدان السمع في البالغين.