أحدث فيروس كورونا المستجد، تغييرات وآثارًا كبيرة في إيطاليا، منذ بداية الجائحة، حيث كانت إيطاليا من أوائل الدول المضارة من جراء الفيروس، فسجلت ما يقرب من 3 ملايين حالة إصابة مؤكدة بالفيروس، منذ ذلك الحين، ولازال الوضع الوبائي هناك، غير مطمأن على الإطلاق، خاصةً في ظل الضغط الشديد الذي يواجهه النظام الصحي الإيطالي، إزاء ارتفاع عدد الإصابات الذي يُقدر بـ 15 ألف حالة يوميًا.
وفي هذا السياق، أمرت الحكومة الإيطالية، بإغلاق جميع المدارس فى المناطق الاكثر تضررًا من فيروس كورونا المستجد، وسط تزايد المخاوف من انتشار السلالات الجديدة المتحورة من الفيروس.
خطة إغلاق بعض المدارس الإيطالية
قسمت إيطاليا، المناطق، إلى نظام متدرج، أبيض وأصفر وبرتقالي وأحمر، مع فرض قيود صارمة على المناطق التي تحمل اللون الأحمر، والتي ترمز إلى الأماكن الأكثر تضررًا من فيروس كورونا المستجد، والتي سيتم إغلاق جميع المدارس ودور الحضانة الموجودة بها، مع وجود بعض الاستثناءات للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.
وكان نظام التعليم عن بُعد، هو النظام السائد في إيطاليا، بالنسبة لطلاب المدارس الثانوية، بل وكان أمرًا إلزاميًا، ولكن على هامش هذه المتغيرات، فمن المقرر أن يتلقى الطلاب الأصغر سنًا، الخدمات التعليمية، عن بُعد أيضًا.
وفي سياق متصل، قال روبرتو سبيرانزا، وزير الصحة الإيطالي، أن سلالة كورونا البريطانية، على وجه الخصوص، قادرة على الانتشار والتفشي بين الفئات الأصغر سنًا، مؤكدًا أن هناك علامات قوية تؤكد ارتفاع المنحنى الوبائي، ولذلك الإجراءات الأكثر صرامة جاءت للتقليل من معدلات انتشار الفيروس.
الوضع الوبائي في إيطاليا
وفقًا لموقع “سكاي نيوز”، رصدت إيطاليا، خلال الأسابيع الأخيرة، ارتفاع ملحوظ في الإصابات بين الشباب، أكثر من المسنين، وهو الأمر الذي جاء مخالفًا لكل التوقعات والمعطيات السابقة، التي أوضحت وقوع الإصابات بشكل أكبر بين صفوف المسنين.
ومن جانبه، قال سيلفيو بروسافيرو، رئيس المعهد الحكومي الأعلى للصحة، في إيطاليا، إن السلالة المتحورة من فيروس كورونا المستجد، والتي تم اكتشافها في المملكة المتحدة البريطانية، هي المسؤولة عن 54% من الإصابات، التي تم رصدها يوم 18 فبراير، موضحًا أنه إذا تم رصد نسبة انتشار هذه السلالة، خلال هذه الفترة الحالية، في إيطاليا، فسيتم تسجيل ارتفاع ملحوظ عن هذه النسبة المذكورة.
وتابع “بروسافيرو”، أنه قد تم رصد السلالة البرازيلية المتحورة من فيروس كورونا المستجد، في حوالي 4.3% من الحالات، وخاصةً في وسط إيطاليا، وروما، فيما تم رصد سلالة جنوب أفريقيا، في حوالي 0.4٪ من الحالات، الموجودة في منطقة جبال الألب الإيطالية بالقرب من الحدود النمساوية.
وفي السياق ذاته، قال ، ماريو دراجي، رئيس الوزراء الإيطالي، إن هناك إجراءات أكثر صرامة لمواجهة الفيروس، ستدخل حيز التنفيذ، بدايةً من يوم السبت المقبل، وستستمر حتى 6 أبريل المقبل، بعد عيد الفصح مباشرةً.