انتشرت العديد من الآراء الداعمة لمسألة استمرار المدارس في كندا، في تقديم خدماتها التعليمية للطلاب، وذلك على هامش انتشار سلالات جديدة متحورة من فيروس كورونا المستجد، في البلاد، والمخاوف المتصاعدة لدى الجميع، من أن تشهد البلاد موجة ثالثة من الفيروس، والتي ستخلف وراءها موجة من الإصابات.
وجود الأطفال في المدارس أكثر أمانًا
قال الدكتور كوادواو كيريمانتينغ، وهو طبيب في العناية المركزة والتسكينية في مدينة أوتاوا، أن الأطفال يجب أن يكونوا في المدارس، وهو أمر لا يحتاج إلى النقاش، مؤكدًا أن المدارس مهمة جدًا، بحيث لا يمكن إغلاقها، وأن خطر انتقال العدوى هناك منخفض، وإذا كان من الممكن حماية خدمات توصيل الطعام مثلًا، فمن الممكن أيضًا حماية التعليم داخل الفصول الدراسية، معتبرًا استمرار عمليات التعليم في المدارس، خدمة أساسية.
ومن جانبها، قالت الدكتورة جينيفر غرانت، أخصائية الأمراض المعدية في فانكوفر، أن المدارس ظلت آمنة للطلاب والمعلمين خلال الوباء، مؤكدةً أن وجود الأطفال في فصولهم الدراسية أكثر أمانًا، حيث يتم تطبيق الإجراءات الاحترازية، والتأكد من اتباعهم لإرشادات الصحة العامة، وفي حالة وقوع أي إصابات، فمن السهل تتبعها، ومن ثم عزلها.
وأضافت “غرانت”، إذا كان الهدف هو منع انتشار العدوى، فإبقاء المدارس مفتوحة هو الخيار الأكثر أمانًا، مضيفةً أن إغلاق المدارس يزيد الأمور سوءً على الصحة العقلية والبدنية للأطفال، وفقًا لـ “غرانت” وخبراء آخرين، مستشهدين بعدد كبير من الدراسات، التي توثق الزيادات في القلق والاكتئاب وسوء المعاملة أثناء الوباء في مرحلة الطفولة، كما أن هناك تراجع تعليمي للعديد من الطلاب، بسبب التعلم عن بعد.
وقد وقعت “غرانت”، على عريضة للتحالف الكندي لحقوق الطفل، بعنوان “الحق في التعليم”، وذلك خلال مؤتمر التعاون الوطني في مجال التعليم، مع ما يقرب من 140 خبيرًا طبيًا من جميع أنحاء كندا، والذين يحثون السلطات على إبقاء المدارس مفتوحة، حيث تستشهد العريضة بدراسات أكاديمية عن الأثر السلبي لإغلاق المدارس الحالي على الطلاب، بما في ذلك انخفاض درجات الاختبار، وحتى الانخفاض المتوقع في الإيرادات السنوية كبالغين.
اعتراضات على قرار إغلاق المدارس الكندية في ديسبمر
ووفقًا لـ “CBC News”، أن قرار إغلاق مدارس كندا، في الربيع الماضي، شهد تأييدًا على نطاق واسع، خاصةً في حالة عدم الدراية الكافية باحتواء الفيروس في ذلك الوقت، ولكن قرار حكومة أونتاريو بشأن الإغلاق في يناير، لمدة 6 أسابيع، في بعض المناطق، بسبب ارتفاع الإصابات، لم يشهد تأييد، لأن البعض رأى توافر المعطيات الكافية للتعامل مع الفيروس ومواجهته، فضلًا عن اتباع إجراءات السلامة والوقاية، فقال ” كيريمانتنغ”، أنه كان لا يجب إغلاق المدارس، واصفًا هذا الفعل بأنه غير مبرر.
وفي سياق متصل، قال الدكتور آري بيتون، طبيب الأمراض المعدية في مستشفى الأطفال المرضى في تورونتو، وأستاذ في جامعة تورونتو، أنه ويعتقد أيضًا أن المدارس كان يمكن أن تستمر في تقديم خدماتها التعليمية للطلاب، خلال الموحة الثانية من الفيروس، موضحًا أنه لم تكن هناك حاجة إلى إبقاء المدارس مغلقة بعد ديسمبر.
وأضاف “بيتون”، أنه لا يوجد دليل على تفشي أعداد كبيرة من الإصابات في المدارس، وأن تدابير السلامة المعمول بها بالفعل، قادرة على إبقاء المدارس مفتوحة، حتى في حالة ارتفاع معدل الإصابات بشكل عام في المجتمع المحلي.
وتابع “بيتون”، أن المدارس يمكن أن تكون أكثر أمانًا، من خلال إجراء اختبارات أكثر استهدافًا، وإجراء مزيد من الدراسة لانتقال العدوى، واتخاذ المزيد من تدابير التخفيف، موضحًا أن نقابات المعلمين، قد طالبت بهذا الأمر مرارًا وتكرارًا، إلى جانب أحجام الفصول الدراسية الأصغر.
استعدادت الحكومة الكندية
من جانبها، ضخت حكومة دوغ فورد، رئيس الوزراء، أكثر من مليار دولار في تمويل إضافي للنظام التعليمي، جنبًا إلى جنب، مع تنفيذ تدابير السلامة الصارمة، بما في ذلك أقنعة الوجه الإلزامية في جميع الأوقات.
وقالت كيتلين كلارك، المتحدثة باسم وزير التعليم، فى بيان لها، إن ستيفن ليتشي وزير التعليم، والحكومة، يقفان إلى جانب الآباء والخبراء الطبيين، الذين يعتقدون أنه يتعين علينا الحفاظ على سلامة المدارس، ومن ثم فتح المدارس فى هذه المقاطعة، حتى لا تتأثر الصحة العقلية للطلاب، وتقدمهم الدراسي.
جدير بالذكر، أن وكالة الصحة العامة الكندية، قد ذكرت، في وقت سابق، أنه في حال تخفيف القيود في المقاطعات، من المتوقع أن تسجل كندا 20 ألف حالة جديدة يوميًا بحلول منتصف مارس المقبل، كما أشارت بيانات التوقعات الحديثة من خبراء الصحة على مستوى المقاطعات والمستوى الفيدرالي، أن سلالات فيروس كورونا الجديدة، أكثر قابلية للعدوى والانتشار، ومن المتوقع أن تسبب قريبًا موجة من الإصابات التي لم يسبق لها مثيل في الوباء.