على هامش استمرار جائحة كورونا، للعام الثاني على التوالي، وتكاتف الدول للخروج من هذه الأزمة، بأقل قدر ممكن من الخسائر، استطاع فيروس كورونا المستجد، أن يفرض العديد من الأوضاع الجديدة، على العالم أجمع، بدايةً من تغير شكل الحياة الاجتماعية الطبيعي، وصولًا إلى تغير النظام التعليمي في دول عديدة.
كان تغير نظام التعليم، وتحوله إلى التعليم الإلكتروني، يمثل تحديًا كبيرًا، بالنسبة لبعض الدول، التي تفتقر إلى التقنيات الحديثة، فيما كان يمثل لبعض الدول، فرصة أو مسارًا جديدًا، لإحراز المزيد من التقدم، والمضي قدمًا في عملية التطوير، ومنها: ألمانيا.
فرصة للتطوير في ألمانيا
أشارت أنجيلا ميركل، في رسالتها الأسبوعية بالفيديو، عبر الإنترنت، إلى الدروس الرقمية المقدمة للأطفال والمراهقين، والدراسة في قاعات المحاضرات الافتراضية، ومؤتمرات الفيديو في الحياة المهنية اليومية، مؤكدةً أنه على الرغم من أن هذه التغيرات طرأت بسبب جائحة كورونا، إلا أنه يجب النظر إليها كرياح داعمة نريد استخدامها لمنح التعليم الرقمي في ألمانيا دفعة قوية.
مبادرة التعليم الرقمي
ومن المقرر، أن تناقش ميركل، وأنيا كارليشيك، وزيرة التعليم الألمانية، يوم الأثنين، الموافق 22 فبراير الجاري، عبر الإنترنت، آلية وكيفية التطوير للتعليم الرقمي، وذلك بحضور خبراء من الولايات الألمانية، وقطاع التعليم والأعمال.
كما ذكرت ميركل، أنه من المقرر، إطلاق “مبادرة التعليم الرقمي” للعمل على تحسين عملية التعلم، من خلال العروض الرقمية، وتقوية المعرفة حول أهم مجالات الرقمنة، مضيفةً أن التعامل الكفء مع العروض الرقمية، ازدادت أهميته في الحياة اليومية، خاصةً في ظل الجائحة، وحاجة العديد من كبار السن على وجه الخصوص للمزيد من عروض المساعدة.
جهود ألمانيا من أجل التطوير
أشارت ميركل، إلى تطبيق جديد، طوره الاتحاد الألماني للتعليم المفتوح، والذي أصبح متاحًا للتنزيل، يُمكن المستخدمين من التنقل عبر مدينة افتراضية، واعتماد أمثلة واختبارات معرفية، كما يشرح التطبيق ما تعنيه الرقمنة بالتحديد في الحياة اليومية، بدايةً من الساعات الذكية ذات الوظائف الصحية، والعمل من المنزل، من خلال مؤتمرات الفيديو، وصولًا إلى المنازل الذكية، المزودة بأنظمة إضاءة يمكن التحكم فيها عن بُعد، مما يفتح الباب أمام موجة جديدة للتطوير في ألمانيا.
خطة إعادة فتح المدارس الألمانية
تتأهب العديد من المدارس الألمانية، في ولاية بادن فورتمبرغ، وبراندنبورغ، وبرلين، وبافاريا، وهيس، وشمال الراين- وستفاليا، وريلاند- بالاتينات، وسارلاند، وشليسفيغ- هولشتاين، وتورينجن، فتح المدارس الابتدائية، يوم الاثنين 22 فبراير، فيما ستقوم ولاية ميكلنبورغ-بوميرانيا الغربية، بإعادة فتح المدارس، مرة أخرى، بعد يومين.
ومن جانبه، أكد، ينس سبان، وزير الصحة الألماني، في مؤتمر صحفي، على أن الإجراءات الاحترازية، مازالت قائمة، بما في ذلك عمليات الفحص لفيروس كورونا، وعملية التدريس التي تعتمد نظامي التعليم وجهًا لوجه، والتعليم عن بُعد، فضلًا عن ارتداء الكمامات، وتقليل السعة الاستيعابية في الفصول الدراسية، مؤكدًا أنه من المهم متابعة الوضع بانتظام، لرصد أي تأثيرات قد تنجم عن إعادة فتح المدارس، وذلك ردًا على أحد الصحفيين، بشأن ما إذا كان إعادة فتح المدارس والحضانات، قرار جيد، في هذه المرحلة، التي تشهد ظهور العديد من السلالات المتحورة لفيروس كورونا المستجد.