كتب – بسمة مصطفى
إسماعيل عبده.. شاب مصري خريج كلية الألسن جامعة عين شمس قسم اللغة الصينية، شارك مرتين في مسابقة «الجسر الصيني»- مسابقة صينية تكون بين دارسين اللغة الصينية في العالم بالجامعات – ويعمل معيدا في كلية الألسن جامعة عين شمس حاليًا.
في السطور القليلة التالية يسرد “صدى البلد جامعات“ رحلة إسماعيل عبده مع اللغة الصينية وما حققه من إنجازات.
سافر عبده إلى الصين، والتقى بالعديد من الأصدقاء من الصين وروسيا وألمانيا، الذين ما زالوا على اتصال به حتى الآن وقد أتوا إلى مصر سابقاً لزيارته بعد رجوعه إلى مصر بعد عام كامل من الدراسة في الصين.
رغبة إسماعيل في تمثيل كلية الألسن:
يروي إسماعيل لـ“ صدى البلد جامعات“ إنه عندما كان في السنة الأولى له في قسم اللغة الصينية، حضر العديد من المسابقات ورأى أنه من الجميل أن يمثل كلية الألسن أمام باقي الجامعات في مسابقة على مستوى مصر، فقرر أن يذاكر اللغة الصينية باجتهاد ليستطيع التقدم في المسابقات ويحصل على مراكز مشرفة.
وبعد مرور عام من دراسة اللغة الصينية بكلية الألسن وأصبح في السنة الثانية، أخذ زمام المبادرة وقرر دخول مسابقة «القصة» في معهد كونفوشيوس جامعة القاهرة، وكان معه في المسابقة طلاب من السنة الثالثة والرابعة، فرأى أنه من الصعب الحصول على مركز، ولكنه صمم على المتابعة، وبالفعل قام بكتابة قصة عن حياته وحصل على المركز الأول في المسابقة.
عام من الدراسة اللغة الصينية في الصين:
كان إسماعيل طالباً متفوقاً في دفعته ودائم الحصول على تقديرات مرتفعة، لذلك بعد السنة الثانية، حصل على منحة للدراسة في الصين لعام واحد من قسم اللغة الصينية بكلية الألسن، وسافر للدراسة، والتحق بجامعة بكين كلية تعليم اللغة الصينية للأجانب.
قال إسماعيل، إنه عندما سافر إلى الصين اشترك في العديد من الأنشطة، ولكن المنافسة كانت صعبة بينه وبين غيره من الطلاب الأجانب، ومع ذلك كان دائماً المقدم للأنشطة في الفصلين الدراسيين الذين قضاهم في الصين، كما أنه اشترك في عرض في التليفزيون الصيني في برنامج«شارع النجوم» «星光大道» وهو برنامج شهير جدا في الصين.
عشق إسماعيل للمدن الصينية:
أثناء تواجد إسماعيل في الصين لم يرغب أن يكتفي بوجوده في بكين، فأراد الذهاب لرؤية مدن صينية أخرى، وبالفعل سافر إلى 8 مدن صينية في مقاطعات مختلفة مثل؛ شانغهاي «上海»، وشي آن«西安»، وتيان جين«天津» وغيرهم، ولكنه قال إن أحب مكان إليه هو جزيرة سان يا 三亚 في مقاطعة هاي نان 海南 وهى جزيرة في أقصى جنوب الصين، تتمتع بالمناظر الطبيعية الجميلة والبحر والحياة البسيطة، حيث وصفها بأنها أحلى أيام قضاها في الصين.
أكد إسماعيل أنه منذ بداية دراسته للغة الصينية في مصر وهو يسمع عن عيد «الربيع الصيني» وكان لديه شغف كبير أن يحضره مع عائلة صينية، ليرى كيف يعيشون يوم العيد، وبالفعل أثناء زيارته إلى الصين حضر العيد في بيت عائلة صينية في جنوب الصين، وأصبح له العديد من الذكريات مع عيد «الربيع الصيني». كما قال إنه أحب العديد من الأكلات الصينية؛ مثل لحم الضأن المقلي والدجاج مع البصل الأخضر وأسياخ الضأن.
حكاية «الجسر الصيني» مع إسماعيل عبده:
قال إسماعيل أن حصوله على المركز الأول في مسابقة «القصة» كان تشجيعا له أن يأخذ خطوة التقدم في مسابقة «الجسر الصيني» في السنة الثانية، ولكن مستواه في اللغة الصينية كان ما زال في بدايته، ولكنه قدم عرض تمثيلي، وحصل على المركز الثاني في المسابقة في مصر، وعندما عاد إلى مصر بعد دراسة عام كامل في الصين، قرر المحاولة مرة أخرى؛ لرغبته في تمثيل كلية الألسن والسفر إلى الصين مره أخرى.
اشترك في مسابقة «الجسر الصيني» في السنة الرابعة، وكان في ذلك الوقت قد حقق تطورا كبيرا في لغته الصينية، ولكن كان أمامه تحديات كثيرة؛ وهي رغبته في المشاركة في المسابقة بجانب مشروع التخرج ودراسته وإصراره على الحصول على تقدير عالي ليحقق حلمه ويصبح معيدا في كلية الألسن، ومع ذلك استطاع تقديم عرضاً متميزاً، قدم مسرحية بداخلها شعر صيني ولهجات صينية مختلفة وأغنية صينية واللعب بالكلام، واستطاع الحصول على المركز الثاني مره أخرى في مصر، كما استطاع تحقيق حلمه بعد التخرج وتأدية الخدمة العسكرية، وأصبح معيداً بكلية الألسن جامعة عين شمس.
العلاقات بين مصر والصين:
قال إسماعيل، إن اللغة الصينية أصبحت جزء أساسياً في حياته، وساعدته في التعرف على ثقافات مختلفة وأن اللغة الصينية ليست بالصعوبة التي يتخيلها بعض الناس في مصر، وينصحهم بدراسة اللغة والاهتمام بها، وأن الصين دولة عريقة ذات تاريخ طويل مثل مصر، وتتمتع باختلاف القوميات والثقافات والعادات، وأن الشعب الصيني شعب جميل.
كما قال إنه يرى أن العلاقات بين مصر والصين قوية جداً، وقد زاد ذلك في أزمة وباء كورونا المستجد، من خلال الدعم الذي تقدمه الدولتان لبعضهما البعض، كما أن هناك تبادل ثقافي واسع بين الدولتين من خلال المنح التي تقدمها الدولتان.