كتب – هدير علاء الدين
ليس جديد على مصر، أن تتربع مكانتها على عرش العلم والمعرفة، بفضل سواعد أبنائها المخلصين، فاستطاع الباحث المصري، الدكتور محمد رحيم، أن يخلق الأمل من جديد، بعد أن تكبد العالم العديد من الخسائر، على إثر تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، وذلك بفضل استخدامه لتقنية جديدة، وهي تقنية الهندسة الوراثية العكسية، في تصميم لقاح لفيروس كورونا المستجد، فكعادة المصري، وقت الأزمات، لا يستطيع الوقوف مكتوف الأيدي، بل يثابر ويجتهد ليصنع المعجزات.
ويقدم لكم «صدى البلد جامعات» لمحات من مسيرة الدكتور محمد رحيم، ومعلومات حول اختراعه الجديد، في السطور التالية..
المسيرة العلمية للباحث المصري محمد رحيم:
لا طالما كللت مسيرة الدكتور محمد رحيم، بالنجاح والتفوق، حيث عمل مدرسًا بقسم الفيروسات، في كلية الطب البيطري جامعة القاهرة، ثم سافر في مهمة علمية إلى إنجلترا. وعام 2019، حيث حصل على وظيفة باحث، بعلم الفيروسات في كلية الطب وعلوم الحياة جامعة لانكستر البريطانية، حيث يعمل رحيم ضمن فريق بحثي، يترأسه الدكتور محمد منير، وهو باكستاني الأصل بريطاني الجنسية، وعدد من الباحثين الآخرين في نفس الجامعة، هما لوسي وجون وارنتون، بالإضافة إلى فريق بحثي في جامعة تكساس برئاسة لويس مارتنيز.
لقاح لكورونا من البيض المخصب ولقاح الدواجن:
اعتمد رحيم في إنتاج اللقاح على تقنية «الهندسة الوراثية العكسية» التي اقترحها على مديره، ونالت إعجابه للغاية، لتبدأ رحلة العمل في استخدام لقاح «فيروس مرض نيوكاسل»، وهو فيروس أصله من الدواجن، حيث يتم استخدامه لتحصين الدواجن في مصر منذ عشرات السنين، كما أنه تم استخدام هذا اللقاح من قبل، في معالجة بعض أنواع السرطان، مما يجعله خيار أمن لاستخدامه على البشر، فلم يتم رصد أي مشكلات تتعلق به.
وبدأ رحيم والفريق البحثي في تصميم اللقاح عبر الهندسة الوراثية العكسية، ورصد الفيروسات المتداولة أو الموجودة ثم تصميم جزء antigen، وهو ما يسمى بـ Spike protein، المسؤول عن تحفيز الجهاز المناعي، لإنتاج أجسام مناعية ضد فيروس كورونا، وتم دمج جزء من هذا الفيروس على فيروس الدواجن نيوكاسل، بطريقة تجعله فعال للقضاء على فيروس كورونا المستجد، وذلك من خلال دخوله لمنطقة الجهاز التنفسي، عبر الأنف.
وقد تمت الاستعانة بالباحثين، في جامعة تكساس، في الولايات المتحدة الأمريكية، للتعاون في تجربة اللقاح على حيوانات التجارب، كالهامستر، وبالفعل أثبت اللقاح جدارته في منع وجود الفيروس، أو تكاثره داخل الجسم.
الرغبة في مساعدة الدول غير القادرة على إنتاج اللقاح:
تمثلت دوافع رحيم في إنتاج هذا اللقاح، في رغبته وحرصه الشديد، على مساعدة بلده، والدول غير القادرة على إنتاج اللقاحات، باعتباره يمثل خيارًا أقل تكلفة، عن كافة اللقاحات العالمية المطروحة، حيث يتم إنتاجه عن طريق البيض المخصب، فالبيضة الواحدة تنتج كميات كبيرة من فيروس يُسمى «تيتر»، ومن خلاله يمكن تحضير أكبر قدر ممكن من الجرعات، لتغطي كافة الاحتياجات، وبالتالي لا تطلب عملية إنتاجه إلى معامل جديدة، أو تقنيات معقدة، فهو سهل الإنتاج، وقليل التكلفة.
دخول اللقاح مرحلة التجارب السريرية:
ومازال رحيم يحاول أن يبث الأمل في نفوس البشرية بأكملها من جديد، فأرسل هو وفريقه البحثي، كافة النتائج والأوراق الخاصة باللقاح، إلى منظمة الصحة العالمية، تأهبًا لإجراء التجارب السريرية على الإنسان، وتحديد الدول التي سيتم فيها تجربة اللقاح، وذلك وفقًا لموقع «سكاي نيوز عربية».
يُذكر أنه قد نشر الفريق البحثي، أول ورقة بحثية، تتعلق بالتجارب التي تم إجراؤها، في مجلة «Vaccines MDPI» ببازل في سويسرا، والورقة الثانية تم الإعلان عنها قبل النشر في المملكة المتحدة، والثالثة سيتم نشرها في مجلة «Nature npj» بالمملكة المتحدة.