كتب- عمرو الحداد
خميلة الجندي.. كاتبة مصرية شابة، نُشرت لها العديد من الروايات، التي حصدت استحسان الكتاب والقراء، وُلدت خميلة الجندي في عام 1998 بالقاهرة لأبوين مصريين، ودرست اللغة الإنجليزية وآدابها كلغة أولى واللغة الفرنسية كلغة ثانية، حتى حصلت على ليسانس الألسن جامعة عين شمس في عام 2020، واستكملت رحلة الدراسات العليا للحصول على دبلومة الأدب من كلية الألسن في خريف 2020.
بدأ مشوار خميلة الجندي؛ برواية “ولع” عام 2017، ثم تبعتها روايتها الثانية “ميلاء” عام 2020، اللتان لاقيتا رواجًا بين الشباب بصفة عامة وطلاب كلية الألسن، خاصة “ميلاء” التي تجري أحداثها بين جدران كلية الألسن…صدي البلد جامعات يحاور الكاتبة الشابة خميلة الجندي عن مشوارها الأدبي وخطتها المستقبلية
-
لماذا أخترت الكتابة باللغة العربية؟
إن الفضل في ذلك يرجع إلى والدتي، فقد كانت تشتري لي مختلف القصص باللغة العربية الفصحى من مكتبة الطفل، هذا بالإضافة إلى الأعداد الشهرية من مجلات مثل “العربي الصغير”، و”الأميرات” وغيرهما من كتب الأطفال، مما وطد علاقتي باللغة العربية الفصحى ونَمُّى حصيلتي اللغوية.
وأضافت: ” لا يمكن لأحد أن يعبر عن نفسه تعبيرًا حقيقيًا إلا بلغته الأم، على خلاف نماذج أخرى من الكُتاب العرب، الذين اشتهروا بكتاباتهم الأجنبية، مثل الكاتب اللبناني أمين معلوف الذي كان يكتب بالفرنسية، فدراسته كانت باللغة الفرنسية، أما أنا فكانت دراستي باللغة العربية بشكل كامل.”
-
من أين كانت البداية في مشوار الكتابة؟
أنا مُحبة للفنون بشكل عام، فأحب الرسم والموسيقى، وأيضًا كرة القدم والتنس، إلا أن حكايتي مع الكتابة بدأت بشكل آخر: “عندما كُنت طالبة في المرحلة الإعدادية كنت أشاهد أحد المسلسلات الدرامية، وأذكر أن أحداثه لم تجذبني، مما دفعني للتفكير في كتابة قصة خاصة بي، أصيغ أحداثها بالشكل الذي يناسبني، وبالفعل بدأت تنفيذ الفكرة في الصف الأول الثانوي، وكتبت بعض النصوص هي أقرب إلى سيناريو مسلسل، قمت بنشرها على صفحتي الشخصية بالفيسبوك.”
وأردفت خميلة الجندي قائلةً” إن الأمر قد تطور معي بعد ذلك إلى رغبة في التعبير عن مشاعري بالكتابة، عوضًا عن الاكتفاء بالانفعالات مثل السعادة والحزن والغضب، وإن تشجيع أساتذة اللغة العربية في المرحلة الثانوية دفعني إلى كتابة الرواية، خاصة بعد أن شاركت المدرسة في عام 2016 بأسمي في مسابقة عمر الفاروق للقصة القصيرة، التابعة لوزارة التربية والتعليم، وحصلت فيها على المركز التاسع على مستوى الجمهورية، مما منحني دفعة ثقة في كتابتي.
-
ومن هو قدوتك في الحياة؟
“قدوتي في الحياة هي أمي، “إن والدتي هي قدوتي في الحياة؛ دائمًا ما أحاول أن أسير على خطاها، فهي شخصية مميزة في كل شيء، بداية من دورها كأم، وحتى ذوقها الفني والثقافي وفلسفتها في التعامل مع الأمور.”
“لقد أعدت لي أمي عندما كنت في المرحلة الابتدائية قاموسًا وكانت تضيف فيه الصور، حتى أستطيع التعرف على الكلمات وما تشير إليه، وهو ما ساعدني في إتقان اللغة الإنجليزية، فضلًا عن تأثري بمشاهدة أفلام هوليوود.”، إلا أن يوسف السباعي هو صاحب الفضل الأعظم في تكوين فكري وتوجيه قلمي، وأهديت روايتي الثانية “ميلاء” إلى روحه.
-
ما التحديات التي واجهتك عند نشر أعمالك؟
أول مشكلة واجهتها عند نشر روايتي الأولى “ولع”، كانت بسبب بعض دور النشر التي تحاول فرض القيود على عمل الكاتب من عنوان أو محتوى أو فكرة، مما دفعني إلى نشرها على نفقتي الخاصة من خلال مكتبة مصر، ولكن الأمر كان أيسر عند نشر روايتي الثانية “ميلاء“.
أما المشكلة الكبرى فكانت في تسويق أعمالي، وأن جزءًا كبيرًا من عملية التسويق مع دور النشر الصغيرة، تقع على عاتق الكاتب بنسبة كبيرة.
وهنا أشارت أن الكتاب الأكثر مبيعًا، لا يعتمد فقط على المهارة الأدبية واللغوية للكاتب، وإنما يرتكز بشكل كبير على شعبية الكاتب على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى الدار التي تنشر أعماله، إذا ما كانت دار كبيرة أم صغيرة.
-
وهل واجهت مشكلة اتهام كتاباتك بالأنثوية؟
“دعني أَبدي اعتراضي على هذا المصطلح، لا يوجد ما يسمى كتابة أنثوية أو كتابة ذكورية، توجد رضوى عاشور ويوجد يوسف إدريس.
أما بالنسبة لهذا المصطلح، فظهر بسبب بعض الكاتبات اللاتي يكتبن قصصًا لا ترتقي إلى مستوى الأدب، وإنما تصلح أكثر إلى أن تكون دراما خفيفة على التلفاز؛ لما تناقشه أعمالهن من أفكار لا تعبر عن المرأة بصورة حقيقية، وإنما تجعلهن يتغلبن على الصعاب كافة التي تواجههن بصورة هزلية فقط لأنهن نساء، وهذا مالا نراه في كتابات رضوى عاشور على سبيل المثال، فهي تُقدم شخصيات نسائية حقيقية من واقع الحياة.”
-
وهل تري اي تعارض بين دور المرأه كأديبة وبين حياتها الشخصية؟
لا أري أي تعارض بين دور المرأة كأم وسعيها وراء شغفها الخاص، وأن كل ما يُنسب لدور المرأة من أعمال منزلية تُعدُّ في الأساس مهارات حياتية، يجب على الرجل والمرأة تعلمها حتى يستطيعا تيسير حياتهما الشخصية على وجه العموم.
-
ومتي ستري روايتك الجديدة النور؟
روايتي القادمة جاهزة للنشر، والتي تصور حياة أسرة من أم لبنانية وأب مصري وحياة أبنائهما وأحفادهما حتى كبروا وتفرقوا بين المدن المختلفة، ولكني تنتظر الفرصة والوقت المناسبين حتى أعطي هذه الرواية حقها.
-
وما هي نصيحتك للشباب الراغبين في شق طريق الكتابة؟
“الكتابة طريق طويل، يحتاج إلى الكثير من الجهد والعمل الجاد، والصعوبات التي تواجه الإنسان في حياته بوجه عام ليست دائمًا بتلك المشقة التي يتصورها البعض، طالما يبذلون قصارى جهدهم، لذلك لا أضع لنفسي أهدافًا، إلا الاستمرار فيما أفعل من محاولات تطوير مستمرة لذاتي، وهو ما دفعني لبدء مرحلة الدراسات العليا، وافتتاح مشروع مكتبة صغيرة خاص بي، لإيصال الكتب حتى باب المنزل.”