كتب – رانا جمال
في حي بيرسي في فرنسا، تجمع ما يقرب من 20 شخص أمام وزارة الاقتصاد والمالية للمطالبة بتمديد صالحية الـ «RSA» لمن هم أقل من 25 عامًا، حيث أكد أحد الطلاب الذين جاءوا للتعبير عن غضبهم تجاه موقف الحكومة اللامبالي بمعاناة الشباب: «لقد خططنا أن يحضر اليوم أكثر من 50 شخصًا للتظاهر ولكن المحافظة منعتنا».
ما هو تحديدًا الـ «RSA»؟
وفقًا لصحيفة etudiant.lefigaro الفرنسية، «RSA» هي عبارة عن مساعدة مالية مقدمة من «صندوق مساعدة العائلات» المعروف بـ LA CAF؛ من أجل سد الاحتياجات الخاصة بالمعيشة وتقدم لأي شخص بلغ سن الـ 25 فيما فوق بشرط أن يثبت لـ«صندوق مساعدة العائلات» أنه يبحث عن عمل.
من ضمن الشباب المتظاهرين، كان هناك غيوم مارتن، عضو في منظمة الأمم المتحدة للطفولة، الذي أوضح جيدًا السبب الذي دفع الشباب الفرنسي للتظاهر، قائلًا: «من أجل الحصول على الطعام يلجئ أصدقائي لأبواب الجيران الذين لا يمتلكون الكثير لتقديمه، وهنالك من يقوم بجولة على المطاعم للحصول علي وجبات مجانية».
كما أضاف مارتن أن أحيانًا المعلمين يقومون بتقديم يد المساعدة: «لقد قام معلم ذات مرة بإعداد بعض الوجبات المنزلية وتقديمها لطلابه، ولكن هذا ليس الحل». مؤكدًا أنه من الصعب على الشباب إكمال تعليمهم بكل نشاط في حين أنهم يفتقرون لأساسيات الحياة كالغذاء.
الشباب في فرنسا الشريحة الأكثر تأثرًا بالأزمة الصحية:
وفقًا لمارتن: «إن الشباب هم الشريحة الأكثر تاثرًا بالأزمة الصحية القائمة حاليًا بالعالم، لقد تجاهلتنا تمامًا التغطية الاجتماعية والمساعدات أصبحت لا تذكر».
أما بالنسبة لتريستان، عضو بمنظمة جيل الشباب في فرنسا: «الحقيقة هي أن واحد من كل ثلات طلاب مجبر على الحصول علي وظيفة بجانب دراسته، حيث لا يتوفر لديه ما يكفي للطعام ولا يمكنه الذهاب للطبيب حين يمرض لانه لا يستطيع تحمل التكاليف».
أما بالنسبة للمساعدات التي تقدمها الحكومة الفرنسية، مثل الـ 150 يورو شهريًا لحاملي المنح الدراسية، حيث يراها تريستان «غير كافية» و«مثيرة للسخرية».
ومن ناحيته، قال ناثان أبو، السكرتير الوطني لحزب الاشتراكيين الشباب: «الرسالة واضحة.. الحكومة تقتل شبابها»- وفقًا لما نقلته الصحيفة الفرنسية- بالإضافة إلى الصعوبات المالية التي يواجهها الطلاب، هناك أيضًا العزلة والأثر النفسي للتباعد، قائلًا: «أعرف الكثير من الطلاب الذين يجدون أنفسهم محصورين بمفردهم في سكن».
طلاب أشباح:
على مدى عدة أيام، انتشر في فرنسا هاشتاج «طلاب أشباح» على شبكات التواصل الاجتماعية، للتعبير بشكل خاص عن «تعب» الشباب من التعليم عن بعد. كما أعربت الحكومة عن قلقها بشأن «الشعور العميق بالعزلة بين الطلاب»، حيث إنه في الأسابيع الأخيرة، تم تسجيل عدة حالات انتحار أو محاولات انتحار بين الشباب الفرنسي.