كتبت: هدير علاء الدين
لاطالما كان سباق العلم والمعرفة، هو المحرك الأكبر، نحو عمليات التقدم في المجتمع، بشتى المجالات، فما من أمة انتهجت هذا النهج، إلا واستطاعت تحقيق الكثير من الإنجازات والانتصارات، فمنذ إعلان الدكتور طارق شوقي، وزير التعليم والتعليم الفني، في بيانه أمام مجلس النواب بجلسته العامة، برئاسة المستشار الدكتور حنفى جبالي، تقدم تصنيف مصر 11 مركزًا في التعليم قبل الجامعي، في تصنيف مؤشر المعرفة الدولي، كما تقدمت 23 مركزًا للتعليم الفني، في نفس المؤشر، خلال عام واحد، لتحتل مصر بذلك الترتيب رقم 80 من أصل 138 دولة، حسب تصريحات وزير التربية والتعليم، سادت حالة من الجدل بين المهتمين بشئون التعليم حول معايير التصنيف، وما هي مؤشرات القياس التي يعتمد عليها، وهل تقدمت مصر في تصنيفات عالمية أخرى؟.
معلومات حول مؤشر المعرفة العالمي:
يعتبر مؤشر المعرفة العالمي، هو نتاج مبادرة مشتركة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، والتي تأسست عام ٢٠٠٧، وتهدف هذه المؤسسة إلى بناء أجيال مستقبلية قادرة على ابتكار حلول مستدامة، لمواجهة التحديات في مجالات المعرفة والبحث في العالم العربي، بالإضافة إلى إطلاق المؤسسة للعديد من المبادرات الأخرى، التي ركزت على قضايا التنمية، ودعم القواعد المعرفية، ودعم نشاطات البحث والتطوير والنشر والترجمة.
وقد تم الإعلان عن مؤشر المعرفة العالمي في قمة المعرفة، التي تم انعقادها عام 2016، وذلك انطلاقًا من أهمية الدور الذي تلعبه المعرفة، وأهمية توفير أدوات منهجية واضحة لقياسها وحسن إدارتها، ويهتم هذا المؤشر بقياس مستوى المعرفة، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بكافة جوانب الحياة الأخرى، وذلك من خلال هذا المؤشر، الذي يهدف لتقييم الأداء المعرفي لـ 138 دولة حول العالم، من خلال 199 مؤشرًا فرعيًا متضمنة في 7 مؤشرات قطاعية رئيسة، لكل منها وزن نسبي، وتتراوح قيم المؤشر على مقياس من (0-100)، حيث 100 يعني الأفضل أداءً والعكس صحيح.
وعن مؤشر التعليم قبل الجامعي، على وجه التحديد، فهو يمثل حجر الأساس لباقي لمراحل الأخرى، فهو الذي يقوم بتجهيز وتأهيل الأجيال القادمة، على تحقيق الإنتاج، والإبداع، في كافة المجالات الأخرى، فيما بعد.
موقع مصر من مؤشر المعرفة العالمي لعام 2020:
أشار التقرير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، إلى نهضة مصر معرفيًا من خلال مؤشر المعرفة العالمي 2020، الذي يصدر سنويًا منذ 2017، حيث أوضح أن مصر تتقدم في جميع القطاعات الرئيسية لمؤشر المعرفة العالمى 2020، حيث حصلت مصر على المركز 83 في التعليم قبل الجامعى ، والمركز 80 في جودة التعليم الفنى، والمركز 74 في البحث والتطوير والابتكار، و المركز 42 للتعليم العالى، والمركز 74 في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، والمركز 92 في جودة البيئة المحيطة، والمركز 66 في الاقتصاد.
المركز الثاني في ارتفاع نسبة الطلاب الملتحقين بجامعات:
كما ذكر التقرير، أن مصر احتلت المركز الثانى عالميًا في ارتفاع نسبة الطلاب الملتحقين بجامعات مصنفة عالميًا، والمركز 13 في الاستقلال القضائى، و المركز 16 في انخفاض نسبة الأطفال خارج الدراسة، والمركز 16 في ارتفاع نسب الطلاب الملتحقين ببرنامج التعليم المهنى في المرحلة الثانوية.
وأضاف التقرير، أن مصر حصلت على المركز 15 ضمن 36 دولة ذات تنمية بشرية مرتفعة، والمركز 23 في مؤشر التعليم التقني والتدريب المهني، والمركز 11 في مؤشر التعليم قبل الجامعى، وحصدت مصر المركز 72 بين 138 دولة في مؤشر المعرفة العالمى 2020، حيث جاءت في المركز الأول سويسرا، وبالمركز الثانى الولايات المتحدة الأمريكية، وفى المركز الثالث فنلندا.
مركز مصر السابق في مؤشر المعرفة العالمي:
قال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن مصر كانت تحتل المركز رقم 106 في هذا التصنيف، وذلك عام 2017، ولكن عادت مصر مرة أخرى بقوة، متربعةً المركز 83 في التعليم قبل الجامعي لعام 2020.
ويرجع الكثيرون هذا التقدم الملحوظ، إلى دور وزارة التربية والتعليم في تبني خطة واستراتيجية جديدة، للنهوض بقطاع التعليم في مصر، وإعطاء اهتمام كبير لقطاع التعليم الفني، سواء في طبيعة المدارس، ومستوى الطلاب، والمناهج، وتحسين البيئة التعليمية ككل.
مؤشر دافوس لجودة التعليم:
هناك العديد من المؤشرات والتصنيفات الأخرى المعنية بقياس مستوى المعرفة، وكذلك جودة التعليم، والتي منها: مؤشر دافوس لقياس جودة التعليم العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، على 12 معيارًا، هم: “المؤسسات والابتكار، بيئة الاقتصاد الكلي، التعليم الجامعي، التدريب، الصحة، التعليم الأساسي، كفاءة أسواق السلع، كفاءة سوق العمل، تطوير سوق المال، الجاهزية التكنولوجية، حجم السوق، تطوير الأعمال والابتكار”.
وتحتل مصر المركز 13 عربيًا في هذا التصنيف، والمركز 139 عالميًا، من أصل 140 دولة على مستوى العالم، وذلك وفق التقرير الصادر بعام 2020، عن المنتدى.