كتب: أحمد سامي- مرفت ادهم
انتابت دول العالم، حالة من الذعر، تحسبا لظاهرة تفشي سلالات جديدة من فيروس كورونا، وتزامن مع ذلك زيادة حالات الوفاة، وانتشار الفيروس لدي الاطفال والشباب، وهو الامر الذي أدي لاتخاذ حكومات العالم قرارات إما بتعليق الحضور والاكتفاء بالدراسة الأونلاين، أو الحضور علي استحياء.
ووفق ما ورد في أحدث تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، فإن العالم سيعاني من تبعيات حرمان عدد كبير من الأطفال من التعليم في سياق الإجراءات الاحترازية المشددة التي تتخذها معظم الدول للحد من انتشار فيروس كورونا.
مدارس وجامعات ما بين التعليق والايقاف:
وفي سياق ذلك اعتمدت حكومات الدول المختلفة على مجموعة من الاستراتيجيات من أجل التعامل مع ظروف الجائحة، ذلك بناء على عدد حالات العدوى التي تشهدها، وحالة أنظمة الرعاية الصحية فيها، والاعتبارات السياسية التي تحكم كل دولة، ففي معظم المناطق بدأ العام الدراسي 2020-2021، عن بعد، عقب زيادة في حالات العدوى خلال الموجة الثانية، ومناطق أخرى خططت للتعليم في المدرسة والجامعة، على الأقل بشكل جزئي، والبعض اضطر بالفعل لعزل فصول، أو إغلاق مدارس بأكملها بسبب تفشي عدوى كورونا.
بريطانيا.. من السيئ إلى الأسوأ:
في بداية الأمر وصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إعادة فتح المدارس بأنها “واجب أخلاقي”، وهددت حكومته حتى بتغريم الآباء الذين يحتفظون بأطفالهم في المنازل، ذلك مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية اللازمة والتدابير المخطط لها.
جاء ذلك قبل ظهور الموجة الثانية للفيروس التي اجتاحت مناطق كثير بالمملكة المتحدة أبرزها العاصمة لندن، في الوقت الذي يُقال فيه إن ما يقرب من نصف مستشفيات الوحدات الثانوية، التي تقدم رعاية ثانوية لهيئة خدمات الصحة العامة ببريطانيا، تتعامل مع عدد كبير جدا من مرضى كورونا يفوق أعداد الإصابة في ذروة الموجة الأولى.
وتشهد هيئة الصحة العامة ضغوطا كبيرة في فصل الشتاء، الأمر الذي أوجب على الحكومة البريطانية تعليق الدراسة بالمرحلة الابتدائية بلندن، كما قررت عدد من الجامعات والمعاهد الإنجليزية بزيادة أنماط المرونة والمزج بين التعليم المباشر والتعليم عن بعد، والتقليل المؤقت للصفوف التي تتطلب حضور الطلاب ولقاء أساتذتهم وجهاً لوجه، من جانبه قرر رئيس الوزراء أمس الاثنين، اغلاق شامل لمواجهة فيروس كورونا، وهذا يتضمن اغلاق لكافة المدراس.
الإمارات.. بروتوكولات العزل وتحذير المخالطين
بات التعليم الهجين للطلاب هو خير وسيلة لاستكمال المراحل التعليمية المختلفة بالمدارس والجامعات بدولة الإمارات العربية المتحدة، كما أعلنت وزارة التربية والتعليم الإماراتية تحديد مجموعة من الاجراءات الاحترازية، منها سرعة التعامل مع حالات إصابة فيروس كورونا المستجد بالمنشأة التعليمية، وانتقال المصابين للتعليم عن بعد بشكل كامل، بالإضافة إلى عزل المخالطين، ليشمل ذلك جميع المنشآت التعليمية العامة بهدف التأكد من حماية الطلاب من مخاطر العدوى، و تتابع سير العملية التعليمية بشكل متواصل لضمان مستقبل الطلاب بالمدارس والجامعات، ولضمان استمرارية التعليم في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم.
آلية مصرية هي الأولى من نوعها
كمثيلاتها اعتمدت مصر على فكرة التعليم الهجين في الآونة الاخيرة، وهو الذي يربط بين التعليم وجهاً لوجه بشكل مباشر والتعلم عن بعد، بإعتباره أحد الوسائل التي تقلل من الاختلاط وانتشار العدوى ، أقرت الحكومة المصرية تلك الآلية – وهي الأولى من نوعها بمصر – بعد تفاقم أعداد المصابين خاصة بالمدارس والجامعات بين الطلبة بعضهم البعض، يُذكر أن مصر اعتمدت في بداية عامها الدراسي على التعليم الهجين وهو ما لم يحقق المطلوب بشكل كبير من حيث تقليل الاصابات، وهو الأمر الذي دعا إلى اتخاذ عدة إجراءات في ظل مجابهة الموجة الثانية من انتشار الفيروس، حيث أقرت باستكمال الدراسة بالتعليم عن بعد حتى نهاية الفصل الدراسي الأول بجميع المدارس والمعاهد والجامعات.
تجربة متوقعة بالولايات المتحدة:
كوسيلة لتجاوز انتشار فيروس كورونا وما تسبب فيه من ضرورة لتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي، قررت العديد من الجامعات والمؤسسات التعليمية بالولايات المتحدة الأمريكية إتاحة برامجها للطلبة عبر شبكة الإنترنت، الأمر الذي يفضله أغلب سكان الولايات المختلفة بعدما أقرت الحكومة تعميم قيام المدارس بفتح أبوابها في وقت سابق من العام الدراسي لتتراجع عن هذه الآلية والاعتماد على نظام التعليم الأون لاين قولاً واحداً خاصةً بعد ارتفاع اعداد المصابين بكورونا بالموجة الثانية مرة أخرى.
استراتيجية سعودية عنوانها “التعليم عن بعد”
بدأت السعودية عامها الدراسي2020-2021 بعد انتشار فيروس كورونا بنظام التعليم عن بُعد، مع استثناء الدروس العملية لطلاب الجامعات، محددة سبعة أسابيع لتقييم التجربة، الأمر الذي جعلها تقرر الاستمرار بالواجهة المحددة مسبقاً في ظل الأعداد المتوالية للمصابين طوال العام الدراسي.
وفي ظل النجاح الكبير للتجربة حسب ما أقرته حكومة المملكة، أقر وزير التعليم السعودي حمد بن محمد آل الشيخ، أن يستمر التعليم عن بُعد والتعليم الإلكتروني في جميع المدارس، حتى بعد انتهاء جائحة كورونا، باعتباره يمثل رافداً من روافد التعليم ودعم منظومة التعليم في المملكة.
أوضاع فرنسية متفتحة رغم الإصابات
أقرت وزارة التعليم الفرنسية تعديلات علي القواعد التي حددتها سابقاً بشأن استئناف العملية التعليمية وفتح المدارس، والتي تطلبت في وقت سابق من العام تعليق فصول الدراسة في مرحلتي رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية بمجرد ظهور أي حالة إصابة بالعدوى، حيث اقرت بألا يتم تعليق المرحلتين السابقتين إلا بثبوت إصابة ما لا يقل عن 3 أطفال بها.
وعلى صعيد ذلك أصر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن البلاد ستعيد ملايين الطلاب إلى المدارس اعتبارا من سبتمبر الماضي، مع الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية الرادعة التي تقرها الدولة مشيراً أن فرنسا ستعمل عن كثب في الفترة المقبلة لتنسيق تدابير الحماية من الفيروس لطلاب المدارس والجامعات.
اليابان لا تريد اغلاق المدارس
أكد وزير التعليم الياباني كويتشي هاجيودا، بأن الحكومة اليابانية لا تريد ولا تخطط بإغلاق المدارس على الرغم من الارتفاع الأخير في معدلات الاصابة بفيروس كورونا.
و نقلت وكالة أنباء كيودو اليابانية عن تصريح هاجيودا وزير التعليم و الثقافة و الرياضة و العلوم و التكنولوجيا في مؤتمر صحفي قائلا ” في هذه المرحلة لا نفكر في اغلاق المدارس” و نصح الوزير الياباني المدارس بتوخي ” أقصي قدر من اليقظة” وذلك لان تجاوز عدد الاصابات اليومية حوالي 2000 حالة.
وتابع وزير التعليم الياباني، ان وزارة التعليم ستراجع قريبا المبادئ التوجيهية لضمان اتخاذ المدارس والجامعات التدابير و الإحتياطات اللازمة و ايضا التهوية في الشتاء و ذلك للوقاية و الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
ايطاليا تعود للدراسة
تستعد ايطاليا لفتح المدراس في 7 يناير 2021، وذلك مع مراعاة الاجراءات الاحترازية لمواجهة كوفيد-19, على ان تكون نسبة الحضور 50 % من الطاقة الاستيعابية، وقالت بعض السلطات ” يجب ضمان التعليم الامن على الرغم من فيروس كورونا” وذلك حسب ما ذكرته وسائل الاعلام في ايطاليا.
الاردن تستكمل الدراسة
اعلنت وزارة التربية والتعليم الأردنية عن جدول اختبارات التقييم النهائي لطلبة الصفوف من الثاني حتى العاشر ومن الحادي عشر حتى الثاني عشر التوجيهي للعام الدراسي 2020-2021 الترم الأول.
وقد حددت الوزارة موعد بدء الاختبارات النهائية من يوم الأربعاء 30-12-2020 وحتى 16-1-2-21، في تمام الساعة التاسعة صباحا وحتى السابعة مساء حسب نظام البرنامج.
وكشفت ايضا وزارة التربية والتعليم الأردنية عن طريقة الاختبارات النهائية حيث ستكون إلكترونية عبر منصة درسك وستكون أسئلة الاختبارات لجميع المواد والمناهج ولكافة الصفوف الدراسية وستكون الاسئلة من نوع الاختيار المتعدد بواقع (30) فقرة لكل اختبار، ومدة كل اختبار ساعة واحدة تُحتسب من وقت دخول الطالب، ولاحتساب الدرجات شددت الوزارة على الطلاب عند الاجابة بضرورة الضغط على ايقونة حفظ وإرسال الإجابات قبل الخروج من صفحة الاختبار.