كتب – دنيا هاني
شهدت الأيام القليلة السابقة قرارات رئاسية ووزارية غيرت من موازين الأجندة الدراسية الموضوعة في بداية العام الدراسي، بدءً من قرار تأجيل الامتحانات لبعد إجازة منتصف العام وصولًا إلى اقتراح دمج الامتحانات للفصلين الدراسيين لمختلف الفرق الدراسية، الأمر الذي تسبب في اختلاف آراء الطلاب حول مدى إمكانية تطبيق دمج الفصل الدراسي الأول والثاني وتأجيل الامتحانات لنهاية العام.
جاء ذلك الأمر بموجب تصريحات الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أنه من الوارد تأجيل الامتحانات لنهاية العام وفقًا لما تفرضه ظروف جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» من تحديات وظروف استثنائية.
آراء الطلاب في اقتراح دمج الامتحانات:
واستطلع «صدى البلد جامعات» آراء عدد من طلبة الجامعات في هذا الصدد، حيث قالت راندا هاني، طالبة بالفرقة الخامسة في كلية الصيدلة الجامعة الألمانية في القاهرة، إن هذا الاقتراح سيضر طلبة البكالوريوس على وجه التحديد بسبب الضغط وتشتت ذهن الطلبة بين محاولة الإلمام بمختلف المقررات الدراسية النظرية والعملية وبين الاستعداد للتخرج.
وأضافت هاني أن هذا القرار سيقلل من فرص التعويض في حالة الرسوب في أي مقرر، بالإضافة إلى تأخر صدور قرار تأجيل الامتحانات وكان من الأفضل استكمال الامتحانات العملية تليها الامتحانات النظرية مع مراعاة توفير الإجراءات الاحترازية اللازمة والاستعداد الإلكتروني للفصل الدراسي الثاني مع السماح فقط للكليات العملية للنزول لاستكمال التدريبات .
وفي ذات السياق، أشارت هدير محمد، طالبة في الفرقة الثالثة في كلية اللغات والترجمة جامعة بدر، إلى أنه من الصعب دمج الفصلين الدراسيين خاصة أن بعض المقررات الدراسية متراكمة وكان من الأفضل إجراء الامتحانات في معادها بشكل إلكتروني .
وعلى جانب آخر، عبرت الطالبة ندى محمد، طالبة بالفرقة الثالثة في كلية الزراعة جامعة عين شمس، عن استيائها بضم الفصلين الدراسيين لأنه فوق استيعاب الطالب من ناحية كم المقررات الدراسية في الفصل الدراسي الواحد خصوصًا بعد الاستعداد والتدريب على شكل امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول، مشيرة إلى أن طبيعة الكلية العملية التي تطلب التواجد بالكلية للتطبيق المباشر وكان يستحسن تقسيم الفرق الدراسية على أيام الأسبوع لإجراء الامتحانات في معادها .
كما قالت شادن محمد، طالبة بالفرقة الثالثة في كلية إدارة أعمال ونظم المعلومات جامعة طنطا، إن اقتراح دمج الامتحانات لم يكن في مصلحة الطلبة على الإطلاق لأن في نهاية العام سيصل عدد المقررات الدراسية إلى 14 مقررًا وفي بعض الكليات سيصل عدد المقررات إلى 28 مقرر بجانب التدريب العملي، مما يقلل من فرص الاستيعاب الواف للمقررات الدراسية بالإضافة إلى تشتت الطلبة؛ لأن بعض مقررات الفصل الدراسي الأول مختلفة عن مقررات الفصل الدراسي الثاني في العديد من الكليات .
وعلى صعيد متصل، أشارت الطالبة ميرنا أحمد، طالبة في الفرقة الثالثة في كلية السياسة والاقتصاد جامعة القاهرة، إلى صعوبة تطبيق اقتراح دمج الامتحانات خاصة أن بعض مقررات الفصل الثاني مكملة للفصل الدراسي الأول وإجراء الامتحانات يعتبر تأكيدًا على مدى استيعابها ومن ناحية أخرى، هل أساتذة الجامعات في حالة دمج الفصلين سيراعوا دوام المراجعة على مقررات الفصل الدراسي الأول أم سيكون التركيز على شرح مقررات الفصل الدراسي الثاني فقط .
كما ذكرت الطالبة ياسمين أنور، طالبة في الفرقة الثالثة في كلية دار العلوم جامعة القاهرة، أنه من المستحيل دمج الامتحانات أو الفصلين الدراسيين لأن إجمالي عدد المواد في حالة تطبيق هذا الاقتراح سيصل إلى 29 مادة في نهاية العام؛ مما يقلل من فرص التركيز والاستيعاب الكامل خاصة لأن بعض الكتب ممتدة وذلك يعتبر ضغط كبيرعلى الطلاب .
وفي السياق ذاته، أشار الطالب عبدالرحمن جمال، طالب في الفرقة الثانية في كلية إدارة الأعمال الجامعة البريطانية في مصر، إلى كم الضغط الذي سوف يتحمله الطالب في حالة تطبيق اقتراح دمج الامتحانات، موضحَا أن من الأفضل إجراء الامتحانات في موعدها ولكن بشكل إلكتروني مع أخذ جميع الاحتياطات تجنبًا لحدوث أي نوع من أنواع الغش.
كما ذكر الطالب عبدالله السيد، طالب في الفرقة الثالثة في كلية الهندسة الجامعة الألمانية في القاهرة، أن دمج الامتحانات سيستنفز طاقة وقدرة الطالب في حالة تطبيقه خاصة كم المعلومات الهائل في كل مقرر وبموجب دمج الامتحانات سيقلل من إمكانية الاستفادة الحقيقية من كل مقرر، مشيرًا إلى صعوبة اجراء الامتحانات بعد إجازة منتصف العام لأن هذا سيحرم الطالب من الاستمتاع بالإجازة وأخذ قسطًا من الراحة ليستعد ذهنيا لبداية فصل دراسي جديد.
فيما أشارت الطالبة منه الله حمدي، طالبة في الفرقة الثالثة في معهد الألسن، إلى حلول أخرى يمكن تطبيقها بدلًا من دمج الفصلين الدراسيين كما عبرت عن خوفها من تطبيق هذا الاقتراح خاصة؛ لأنه شيء جديد على طلاب الجامعات إلى جانب تداخل وتشابه المقررات الدراسية بشكل كبير مما يساهم في زيادة نسب الرسوب في الجامعات.
كما قالت الطالبة علياء أحمد، طالبة بالفرقة الرابعة بكلية فنون تطبيقية جامعة حلوان، إن هذا الاقتراح يصعب تطبيقه خاصة بالنسبة للكليات العملية التي تتطلب التركيز على التسليمات والمشروعات العملية وسيفرض اقتراح دمج الفصلين الدراسيين مضاعفة الجهود المبذولة من جانب الطلاب للتمكن من إلمام كل معلومات هذه المقررات في نفس الوقت .
قانونية دمج الامتحانات في الجامعات:
وفي صعيد متصل، تقضي المادة (79) من اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات بأن تكون الدراسة على أساس نظام السنة الكاملة، ويجوز أن تكون الدراسة على أساس نظام المراحل أو الفصلين الدراسيين أو أي نظام آخر طبقًا لأحكام اللوائح الداخلية للكليات.
وبموجب إصدار الرئيس عبد الفتاح السيسي، قانون رقم ١٧٩ لسنة ٢٠٢٠ بشأن تعديل قانون تنظيم الجامعات، على أن يضاف إلى قانون تنظيم الجامعات الصادر بالقانون رقم 49 لسنة 1972 مادة جديدة برقم (197 مكررًا) نصها الآتي: «يجوز في حالة الضرورة للوزير المختص بالتعليم العالي بعد موافقة المجلس الأعلى للجامعات تعديل نظام الدراسة والامتحان ووضع بديل أو أكثر للتقييم في عام جامعي أو فصل دراسي محدد بما يضمن استكمال العملية التعليمية مع استيفاء المتطلبات الأساسية والحد الأدنى من معايير إتمام المناهج الدراسية».
ويأتي هذا التعديل في إطار ما فرضته جائحة فيرس كورونا من ظروف استثنائية تتطلب التعامل السليم لعبور هذه الأزمة بأقل الخسائر وعلى نحو يحقق المتطلبات الأساسية للعملية التعليمية.