قال الدكتور محمود محيي الدين المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، إن النمو الاقتصادي العالمي قد فقد ٥% مقارنة بالعام الماضي، مشيرا إلى أن الاقتصاد العالمي في حالة انكماش مع توقعات بالتعافي في العام القادم ، وذلك مرتبط بالقدرة علي احتواء الموجة الثانية من الفيروس، بالإضافة إلى تراجع تحويلات العاملين بالخارج والاستثمارات المالية المباشرة عالميا بنسبة ٤٠%.
وأوضح محيي الدين، مدير صندوق النقد الدولي، أن حركة التجارة العالمية مازالت متأرجحة حيث تراجعت ايضا بنسبة من ١٣-٣٠%، الي جانب زيادة نسبة الفقر عالميا، حيث زاد عدد الفقراء عالميا لأول مرة منذ عام ١٩٩٨ وزيادة شدة الجوع الي ما يقرب من ٢٥٠ مليون إنسان حول العالم ، بالإضافة إلى فقدان ٤٩٥ – ٥١٠ ملايين فرصة عمل ، كل ذلك تزامنا مع الموجة العالمية الرابعة للديون سواء بالنسبة للقطاع ألخاص او الحكومي أدت إلي زيادات ضخمة تجاوزت ٣٣١% من الدخل العالمي.
وبالنسبة لمصر، قام محمود محيي الدين بعمل مقارنة للوضع الاقتصادي المصري مع دولتي فيتنام وكمبوديا منذ بداية هذا القرن في معدلات الاقتصاد والنمو، موضحا أن هناك عددا من أوجه التشابه مع مصر ، وأهمية التعاون مع هذا الصعود الجامح المتزايد القادم من آسيا ، مشيرا إلى أن عدد سكان فيتنام مقارب لسكان مصر.
وأوضح مدير الصندوق الدولي: الاقتصاد العالمي في حالة انكماش.. وفقد 50% نمو أن الإصلاحات الاقتصادية في فيتنام قد بدأت منذ عام ١٩٨٦ دون انقطاع، أما كمبوديا فقد بدأت في الإصلاح الاقتصادي بدون انقطاع ١٩٩٥ بمعدل نمو ٧% لكليهما، اما في مصر فقد كان معدل النمو اكبر من فيتنام وكمبوديا ولكن حدث تراجع لفترات لافتا إلى أنه في آخر 3 سنوات عاد مرة أخري معدل النمو دون انقطاع، وخاصة بعد عام ٢٠١٦، مشددا علي أهمية مواصلة النمو الاقتصادي دون انقطاع ومدي تأثيره الإيجابي علي الاقتصاد المصري.
وتحدث محيي الدين، مدير صندوق النقد الدولي، عن دور البعد المؤسسي والتعليمي في معالجة بعض الأمور الخاصة بالاستدامة، الابتكار، الاستثمار ، التنافسية والتحول الرقمي، كيفية وضع سياسة للتعامل مع مثل هذه الأزمات والصدمات بدون هدر امكانيات التقدم والتطور والاستمرار في النمو، مستعرضا الواقع الاقتصادي حول العالم؛ مؤكدا أهمية عدم الاعتماد علي مؤشر او مؤشرين للاستدلال بهما علي مدي التقدم والتحسن أو التراجع للاداء الاقتصادي، ولكن مجمل المؤشرات الحيوية، موضحا فكرة التركيز علي الهدف بمؤشرات متعددة لقياس الأداء، مشيرا إلى أن فيروس كوفيد ١٩ ليس فقط وباء ولكنه معطل لحركة الاقتصاد والحياة بصورة عامة.
جاء ذلك خلال فعالية نظمتمتها جامعة عين شمس برئاسة الدكتور محمود المتيني رئيس الجامعة”وبينار” حول أثر كوفيد ١٩ علي الاقتصاد المصري والدولي الفرص والتحديات.