تتزامن اليوم الذكرى الثلاثون لإغتيال الأستاذ الدكتوررفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب الأسبق (الرجل الثانى فى الدولة) – وقتها مع ذكرى الميلاد الستين للكلية التى شارك فى تأسيسها وهى كلية السياسة والاقتصادبجامعة القاهرة التى تحتفل هذا العام بمرور60 عام على نشأتها من ( 1960 الى 2020)والتى كان الدكتور المحجوب من الرواد المؤسسين لها مع د بطرس غالى ود زكى شافعى ود فتح الله الخطيب ود خيرى عيسى فقدتأسست كلية الأقتصاد والعلوم السياسية بموجب قرار رئيس الجمهورية رقم 91 لسنه 1959 على غرار كُلية لندن للأقتصادوبنفس تخصصاتها العلمية، الاقتصادLondon School of Economics والإحصاء والعلوم الساسية،وبدأت الدراسة بالفرقتين الأولى والثانية بالكلية في العام الجامعى 1960 /1961، حيث جاء طلاب الفرقة الأولى من بين الحاصلين على الثانوية العامة عام 1960 عن طريق مكتب تنسيق القبول بالجامعات، بينما تشكلت الفرقة الثانية من بين طلاب كليتي التجارة والحقوق الذين اجتازوا السنة الأولى فيها بتقدير عام جيد على الأقل، ورغبوا في الالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسي، و تخرجت أول دفعة في الكلية عام 1963.
بدأ د.رفعت المحجوب التدريس بالكلية عام 1961قادماً من كلية الحقوق وعمل محاميا لفترة طويلة، ورجل دولة وسياسةوعلم من الدرجة الأولى حيث كان يدرس بقسم الأقتصاد (مبادئ علم الاقتصاد )فقد كان بحكم دراسته للدكتوراه فى جامعة باريس ينتمي إلي «المدرسة الفرنسية» التي تجعل دراسة الاقتصاد فرعًا قريبًا من الدراسات القانونية،وسرعان ما صار أستاذ الاقتصاد ب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، عام 1964ثم رئيساً للقسم ، عام 1970ثم عميداًللكلية عام 1971 حتى عام 1973وتولى عمادتها مرة أخرى من عام 1981 حتى عام 1984.
نشأته ودوره فى الحياة العلمية والسياسية:
ولد الدكتور رفعت المحجوب في مدينة الزرقا، في محافظة دمياط ، حيث تلقي تعليمه، وحصل علي ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة العام 1948، والدراسات العليا في القانون العام من كلية الحقوق والعلوم الاقتصادية بجامعة باريس بفرنسا العام 1950 ودبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد من جامعة باريس العام 1951 ودكتوراه الدولة في الاقتصاد من جامعة باريس العام 1953، عاد إلي إلي مصر عقب الثورة حيث تدرج في عدة وظائف في جامعة القاهرة له العديد من المؤلفات فى الاقتصاد والمالية التى تدرس حتى الأن وتولى اكثر من منصب فى الدولة منها وزير برئاسة الجمهورية، عام 1972.ثم نائب رئيس وزراء برئاسة الجمهورية، عام 1975,وانتخب أمينا للاتحاد الاشتراكي العربي، عام 1975.واخيراً رئيساً منتخباً لمجلس الشعب المصرى، عام 1984 – 1990.
حصل «المحجوب» على عدة جوائز وأوسمة رفيعة منها وسام الجمهورية من الطبقة الرابعة 1959وجائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، عام 1963, وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1963.وسام الجمهورية من الطبقة الأولى 1975.جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة ، عام 1980.
أبناء د.المحجوب :
ابناء د رفعت المحجوب امينة و ايمان و ايمن واميرةله أربعة أبناء وهم دكتور أيمن المحجوب أستاذ الأقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية والدكتورة أمنية المحجوب استاذ بقصر العيني و الدكتورة ايمان المحجوب ايضا استاذ بقصر العينى والأصغر اميرة المحجوب محاسبة فى بنك , والتى كانت وقت اغتيال والدها فى مرحلة الطفولة .ثلاثون عاما مضت على استشهاده .. حيث وقع حادث إغتياله صباح الثانى عشر من اكتوبر 1990 فى طريقه لحضور مؤتمر فى فندق سميراميس.
رجل علم من طراز رفيع:
يقول عنه أحد تلاميذه د مصطفى الفقى رئيس مكتبة الاسكندرية حالياً ..
عندما التحقت بالكليةعام ١٩٦٢، دخل علينا قاعة المحاضرات أستاذ أنيق المظهر عميق الفكر، فصيح العبارة، ليدرس لنا «مبادئ علم الاقتصاد» وعرفت يومها أنه ينتمي إلي «المدرسة الفرنسية» التي تجعل دراسة الاقتصاد فرعًا قريبًا من الدراسات القانونية، بخلاف «المدرسة البريطانية» التي تقترب بعلم الاقتصاد من الدراسات الرياضية والإحصائية،
وكانت الكلية الوليدة في وقتها محط الأنظار، وأمل آلاف الشباب من مصر والعالم العربي باعتبارها كلية وحيدة فريدة في تخصصاتها الأصلية «للاقتصاد» و«السياسة» و«الإحصاء» وكان د. «رفعت المحجوب» – رحمه الله – يغرد في قاعة المحاضرات مازجًا الاقتصاد بالفلسفة والتاريخ البشري بالحضارة الإنسانية، ولقد بهرني أستاذي الراحل عندما بدأ يتحدث عن تعريف علم الاقتصاد باعتباره «علم الندرة» ثم مستطردًا في شرح ذلك بلغة رفيعة وتحليل لا أكاد أجد له نظيرًا.